ريحانة الكعبي: منتظرات4 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
لماذا ندعو للإمام صاحب العصر والزمان وهو معصوم هل المعصوم يحتاج الى دعاء؟
الجواب:
سبق لي ان اجبت عن ذلك ويمكن مراجعة محاضرة لي في هذا الخصوص ولكن مع ذلك سأفصل أكثر عبر الامور التالية:
اولا: هل ان الهدية يمكن ان تسمى ضعفا او تلبية لضعف؟ من الواضح ان الهدية تعبير عن علاقة عاطفية ما بين الهادي والمُهدى اليه، وهي على اي حال لا تحصل بناء على ان الذي يهدي يستشعر ان من يهدي اليه هو بحاجة لذلك.
ثانياً: حينما نقف مؤيدين في قضية ما الى جنب من هو قوي بذاته هل ان وقوفنا سيعبر ان من وقفنا الى جانبه هو ضعيف واردنا ان نقويه؟ ام اننا نعبر عن ايماننا بالقضية التي التزم بها هذا القوي؟ من الواضح جدا اننا لبينا بواعث ايماننا بهذه القضية فوجدنا ان من الواجب ان نقف الى جانب صاحب هذه القضية.
ثالثا: لو قدّر ان صاحب هذه القضية مع ايماننا بقضيته فان لنا معه علاقة شعورية ومعنوية بنيناها بطرق مختلفة، لذلك من الطبيعي ان الاستجابة لقضيته ستكون أكثر من كونها واجب مجرد وانما تنطوي على مشاعر واحاسيس تجعل التزامنا بها اقوى من مجرد الشعور بالواجب، وذلك لان الكثيرين قد يشعرون بالواجب ولكنهم لا يلتزمون به عمليا كما قال الله تعالى: لم تقولون ما لا تفعلون فالقول هنا تعبير عن ايمان ولكن العمل تخلف عن واجبات الايمان فاستوجب ذمهم من قبل الله تعالى.
بناء على كل ذلك نأتي لنسأل هل ان الدعاء للإمام روحي فداه هو حاجة للإمام بابي وامي ام هو هدية منا اليه؟ وهل هذه الهدية يحتاجها هو ام انها تعبير عن مشاعرنا تجاهه واعلان عن عواطفنا له؟
وهل هذا التعبير ضروري لنا لتعميق العلاقة به صلوات الله عليه وجذب انظاره الينا؟
مما لا شك فيه ان الكريم حينما يُكرمه شخص ما فانه يرد اليه اكرامه بما هو اضعاف ما قدم اليه.
في الحقيقة ان دعاءنا للإمام صلوات الله عليه ينطلق من كل هذه الوقائع، ولو دققنا في نتائج ذلك سنجد اننا نحصد من دعائنا له صلوات الله عليه الكثير الذي لا يمكن وصفه ولا تبيان حجمه خاصة إذا ما اقترن بنفحات عالية من الاخلاص.
ومع كل ذلك ثمة امر يجب ان نلاحظه فنحن ندعو له بابي وامي في مجالات عدة، ودعاءنا له يعني التزامنا بما ندعو به وتعهدنا بذلك وعليه فحينما نقول المم به شعثنا وارتق به فتقنا فهذا يقتضي احساسنا بالحاجة اليه في لم الشعب ورتق الفتق، ومن يحتاج الى ذلك يجب ان لا يكون هو المتسبب في تفريق الامة او توسعة خلافاتها وتعميق نواقصها بل يجب عليه ان يبادر ويلتزم بكل عمل من شانه ان يساعد على لم الشعث ورتق الفتق ويكافح كل ما من شانه ان يعبث بهما، وهذا لو تأملناه جيدا سنجد ان الدعاء يربينا على الالتزام السلوكي بالقضية التي ترتبط به صلوات الله عليه.
من كل ذلك لا أجد ضعفا ينتظر دعاءنا لكي يتم تقويته بل هو انتظار لتعميق العلاقة بيننا وبينه ومن يريد تعميق العلاقة عليه ان يرتقي بمشاعره وسلوكه ووعيه الى ما يليق بهذه العلاقة اذ لا يعقل ان اقيم صداقة واحضر للصديق وانا بمنظر موحش ورائحة لا تليق وبيد متسخة وما الى ذلك وانما يجب ان اتعطر ويجب ان ارتدي ما يليق لان في ذلك اكرام واعزاز لهذا الصديق.
وخلاصة القول: ان الله تعالى طالب المؤمنين ان يقدموا بين يدي مناجاتهم مع رسول الله صلوات الله عليه واله صدقة، وهو لا يحتاج الى هذه الصدقة ولكن لأنها تعرب عن علقة المتصدق وجديته في المناجاة، كذلك يا اختاه نحن حينما ندعو لإمام زماننا فإننا نريد من هذا الدعاء ان يكون صدقتنا بين يدي مناجاتنا لأعظم حبيب يمثل الرسول الاعظم صلوات الله عليه واله.