منتظر القريشي (مجموعة حكيميون): هل الامام المهدي (ع) يعيش بيننا على الارض؟ وهل له زوجة وابناء واحفاد ؟
الجواب: لا شك أن الإمام صلوات الله عليه يعيش بيننا، وهو يشارك وجودنا الاجتماعي غاية ما هنالك أنه غير معروف لدى الناس بهويته الأصلية، وما يوجد لدينا في بعض الروايات من أنه يعيش في الصحراء، وما جرى الحديث عنه في دعاء الندبة من طرح طوى أو رضوى كمكان محتمل لتواجده، يراد به المكان المجهول والبعيد عن الناس، لا أنه حصرياً في ذلك المكان، والبعد هنا بعد المعرفة، وليس بعداً في المكان، ولذلك ورد في الروايات ان الإمام روحي فداه حال ظهوره سيقول الناس بأنهم رأوه من قبل، وكذلك ما جاء في الروايات بأنه يشهد الموسم والمراد به موسم الحج، وأمثاله من المواسم التي تشهد حراكاً جماعياً من قبل الناس بحيث لا يكتشف فيه شخصه، وما يحكى عن رؤيته بأبي وأمي مشاركاً في عزاء طويريج على سبيل المثال والتي تحدّث بها المقدّس السيد مهدي بحر العلوم الكبير رضوان الله عليه يعرب عن ما أشرنا إليه.
أما موضوع زواج الإمام صلوات الله عليه، وهل ان له أولاداً وحفدة وما إلى ذلك، فلا دليل عليه في رواياتنا، ولكن كون الزواج مستحباً، والإمام المعصوم لا يتخلّف عن فعل المستحب يمكن ان يعطينا صورة عن إمكانية الزواج، ولكن هذه الامكانية احتمالية، وليست قطعية، إذ ان المستحب قد تعترضه واجبات أهم منه فيغدو غير مستحباً بل قد يتحول إلى حرمة في بعض الأحيان.
والقدر المتيقن أن مثل هذه الأمور ليست مورد ابتلاء لنا، ولذلك لم يجر الحديث عنها في الروايات، مع العلم أن ما يجري الحديث عنه بأن له أولاداً وحفدة ماخوذ من قصة الجزيرة الخضراء، وهي قصة لا علاقة لها بروايات أهل البيت عليهم السلام، ولا مستند علمي لها، ولذلك فإن المدققين لا ياخذون بها.