باقر المنصوري (مجموعة حكيميون): 1- ما هي علاقة ما يحدث في سوريا بحركة السفياني ؟؟
الجواب: السفياني رجل سوري أخواله من بني كلب ولهذا لقّب بالسفياني، وبعض روايات العامة تتحدث عن أنّه هو السفياني الثالث، أي أنّه من أسرة حاكمة هو ثالثها، لأنّ هذا التعدد يشير إلى تعاقب ملك في داخل مجموعة واحدة، ولعله لهذا السبب سمي كنائياً بعثمان كما في بعض الروايات، ويبدو أنه قبل أن يتولّى الحكم يكون مسؤولاً كبيراً فيها، إلّا أنه يبتلى بأن يأخذ ما لديه، ولذلك شعاره في أول قدومه: يا رب الثأر ثم النار، ولا يطلب المرء ثأراً إلّا بناءً على واقعة معينة تصيبه قبل ذلك فتجيش نفسه بالانتقام لها، ويتمّ استقباله من قبل قادة عسكريين كبار ويدخل إلى سوريا من جهة الحدود الأردنية السورية (درعا) ومنطقتها يطلق عليها بالوادي اليابس، وذلك بعد أن يأتيها من الغرب متحالفاً معهم كما ورد في الرواية: "يقبل السفياني من بلاد الروم متنصّراً، في عنقه صليب" (1)، وقد حددت الروايات جملة من الأحداث التي تحدث قبل مجيئه، وأولاها بدء خراب الشام والفتنة التي تقع فيها فتتسبب بفزع شديد، ثم تحصل الرجفة في دمشق تؤدي إلى فرج كبير، ثم ينفصل الأكراد السوريين عنها، ثم يكون زلزال مدمر في دمشق، ثم تكون حرب عالمية كبرى، ثم تقتحم تركيا الحدود السورية وتحتلّ شرق نهر الخابور وصولاً إلى مدينة دير الزور في الجنوب الشرقي السوري، ثم سيحصل إنزال عسكري لمن وصفتهم الروايات بمارقة الروم في منطقة الرملة بفلسطين، وسيشتدّ عندها الصراع في داخل الشام بين رايتين هي راية الأصهب وهو الوحش من الظباء طويل العنق وهو الحاكم، وبين الأبقع وهو قائد المعارضة لهذا الحاكم ويتميّز بكونه ينفّذ أجندة معادية للحاكم، والأبقع وسمي بالأبقع إما لأن لونه أبقعا قياساً إلى غيره، بمعنى أن يكون ذا لون متميز لا يوجد مثيله بصورة كبيرة بين مجالسيه وأنصاره، وفي التاريخ كانت قصور الشام تسمّي عبيدهم الروم بالأبقع لأنهم حمر البشر بين أصحاب اللون الأسمر، أو أن لون بشرته في الأصل يتواجد فيها أكثر من لون، عندها يظهر السفياني، فيقضي على الأبقع ثم يثنّي على الأصهب، فتصفو له الشام.
ولذلك فإن الأحداث الحالية إن استمرت وأدّت في تسلسل الأحداث إلى الصورة التي أشرت إليها كما ورد في الروايات الشريفة، علمنا أنّ هذه الأحداث توصل إلى ابن آكلة الأكباد هذا، وإلّا فلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غيبة الطوسي: 483 ح478.