ياسر (الموقع الخاص): 1: ما هي تفاصيل حياة بقية الله وحجته الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه اليومية؟ فمثلاً ما هو برنامجه اليومي خلال الأربع والعشرين ساعة؟
2: نعلم أن الإمام المهدي عجل الله فرجه وارث سيرة آباءه وأجداده عليهم السلام، فهل يصح أن نقول أن الإمام المهدي مثلاً يخرج ليلاً ويحمل الطعام للفقراء كما هو حال أمير المؤمنين والإمام السجاد عليهما السلام؟ وغيرها من المواقف التي قام بها أباءه وأجداده فنجزم بعمله بها.
3: هل الإمام عجل الله فرجه متزوّج ولديه ذرية؟ وإن كان كذلك فهل هم يعلمون أنه المهدي المنتظر؟
4: ما هي الأدعية القصيرة التي تنصحون بقراءتها للإمام المهدي والدعاء له بها في كل يوم في الصلاة غير دعاء اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن...؟
الجواب: لا شك أن أحداً لا يعرف ما هو البرنامج اليومي لحضرة بقية الله في الأرضين روحي وأرواح العالمين له الفدا، اللهم إلا الخاصة من الأولياء المكلّفين بخدمته وإعانته، فهم يطلعون على جانب من ذلك، ولا يمكن القول بأن تكاليف الإمام صلوات الله عليه تختلف عن تكاليف غيره من الأئمة صلوات الله عليهم في صورتها العامة، نعم هناك خصوصيات الزمان والمكان التي تحكم ظروف الأئمة عليهم السلام فتباين ما بين إمام وآخر، وإلا فالجميع صلوات الله عليهم يعملون من أجل برنامج واحد قدّر لخاتمهم صلوات الله عليه أن يتعهّد بتحقيق المظهر الاجتماعي لهذا البرنامج من خلال إرساء أبنية المجتمع العابد لله تعالى الساعي لإقامة العدل والقسط ودحر الظلم والجور والرامي لتحقيق الهدف الرباني للخلق والمتمثل بقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، ليضطلع بأمر تتمة العملية وحصانتها وحمايتها بقية المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين الذين سيرجعون واحداً من بعد الآخر إلى يوم القيامة.
أما شؤون إدارة الخلافة الربانية والأمانة على السموات والأرض وسائر العوالم وشؤون عالم التسخير والولاية وما إلى ذلك فهي أمور لا غيبة فيها لعدم وجود محذور الغيبة أساساً، وإنما هي وجود دائم وفاعل ومستمر، وذلك ضمن تفصيل لا مجال له هنا، يمكن مراجعة بعض جوانبه في كتابينا الولاية التكوينية الحق الطبيعي للمعصوم وكذا كتابنا الخلافة الربانية الذي لم نوفّق لحد الآن من إتمام أسطره الأخيرة.
أما بالنسبة لأعمال البر بالمؤمنين خصوصاً وبالناس عموماً فإن نهجه صلوات الله عليه هو نهج آبائه وأجداده صلوات الله عليهم، ولكن مثل ما كان الكثير من اعمال آبائه وأجداده عليه وعليهم السلام تخفى على المبرورين، فإن الأمر يسري عليه بأبي وأمي أيضاً، هذا ناهيك عن ان هذه الأعمال قد يتم التوجيه بها للمؤمنين الذين يحظون بكرامة قضاء حوائج إخوانهم، وقد يحسب البعض ان ذلك بإرادة منه، ولكن مراقبة الكثير من هذه الأعمال تجعل الإنسان يجزم ان ثمة توجيه ربط بين المحتاج وقاضي حاجته المباشر، وهذا التوجيه لا شك أنه يدخل في مجال أعمال الإمام صلوات الله عليه لرعاية قواعده وشيعته.
أما بخصوص زواج الإمام صلوات الله عليه، فما من دليل روائي عليه، وإن احتمل بعضهم بأن الزواج باعتبار انه سنة جدّه صلوات الله عليه، وهذه السنّة واجبة عليه روحي فداه، لذلك يتعيّن ان يكون متزوجاً، ورغم عدم وجود دليل روائي على خلافه، إلا أن من المسلم أن هذه السنة لو تزاحمت مع أمنه الشخصي والرسالي، فإنها تكون كمزاحمة الواجب لواجب آخر، فيقدم الأهم على المهم عندئذ، كما لو أن الإنسان رأى بيتاً يحترق وهناك إنسان مهدد بالحرق بسبب هذا الحريق، في الوقت الذي لم يحصل على إذن بدخول البيت من صاحبه، لذا نجد أن التزاحم بين المحرمين، محرم ترك الإنسان الاخر للحريق ومحرم دخول البيت من دون استئذان يحسم لصالح إنقاذ الإنسان لأنه من صنف الأهم في مقابل المهم الذي هو الاستئذان قبل الدخول.
اما هل للإمام صلوات الله عليه أولاد، فما عليه الروايات المعتمدة ان الإمام بأبي وأمي لا عقب له، وقد فصلنا الكلام عن ذلك في ردودنا على دجال البصرة أحمد القاطع فراجع إن شئت.
أما بخصوص الأدعية له فهناك صنفان من الأدعية، فهناك دعاء لفرجه بأبي وأمي والاستغاثة به والتعهد له بنصرته وما إلى ذلك كما هو الأمر بدعاء الفرج وبعض ما في دعاء العهد والندبة وما إلى ذلك، وهناك دعاء له صلوات الله عليه خالصاً من دون أي ضميمة أخرى كما في بعض مقاطع دعاء الافتتاح وفي النص الوارد في الصلاة عليه روحي فداه، إذ يلحظ أن الصنف الثاني لا ينظر إلا لإنشاء علاقة خاصة بالإمام صلوات الله عليه بقطع النظر عن أية ضميمة اجنبية خارج إطار هذه العلاقة، حتى لو كانت هذه الميمة هي الدعاء بالفرج له، لأن هذا الدعاء يتضمن مصلحة الداعي أيضاً، فالبعض يريد الفرج لأنه سيرفع الظلم ويحقق العدل، بينما في الصنف الثاني من الدعاء حتى لو كان الدعاء بالفرج فليس لأن الداعي يريد أن يتخلص من الظلم بل لأن الفرج يحقق السرور في قلب الإمام بأبي وأمي، ومما لا شك أن الإنسان يستطيع أن يقول أي شيء لينمّي علاقته الخاصة بالإمام نفسي له الفدا، بالرغم من أن المستحب هو قراءة نصوص الأئمة عليهم السلام دون سواهم، ولكن إن لم يتيسر حفظ هذه النصوص، أو وجد المرء أن إنشاء الدعاء المعبّر عن النظر إلى جمال الإمام وكماله، والمعبّر عن الولاء الخالص والمودة الخالصة أسهل عليه من حفظ النص الوارد أو ترديده، أو وجد أن النص الوارد لا يستطيع ان يحفظ معه حالة حضور القلب لكي يكون الدعاء نابعاً من أعماق قلبه ومن خالص تودده وعشقه للإمام عليه السلام فليفعل.
وما من ريب أن الصنف الأول من الأدعية له آثار مباشرة على الواقع الاجتماعي وتنمية الوعي المهدوي فيه، بينما الثاني له أثره التربوي المتميز في الواقع الذاتي والشخصي.