حيدر (الموقع الخاص): هل ثبت لجناب الشيخ الله يحفظه ان خروج شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من جهة بلاد سمرقند أم بلاد الري؟ وما معنى قولهم أنه أصفر كوسج أكوس اللحية؟ وما صحت الحديث الذي يفصل بين خروجه ويسلم الأمر للمهدي المنتظر (عج) بإثنا وسبعين شهرا ؟
الجواب: لقد أكثرت روايات أهل السنة الحديث عن شعيب بن صالح، ولكن في رواياتنا فقد ورد اسم شعيب بن صالح في روايتين يمكن أن نعتمدهما في تثبيت أصل خروج هذا العبد الصالح الأولى ما رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة بسند معتبر عن عمر بن حنظلة، عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] والأخرى كالمعتبرة ذكرها الشيخ النعماني عن البزنطي عن الإما مالرضا صلوات الله عليه،[2] لذلك لا مرية في أصل العلامة، أما عن دوره وما سيقوم به فإني لم أجد ما يمكن أن يعتمد عليه إلّا حديث مرسل وأثر وردا في غيبة الشيخ الطوسي أما الحديث فقد ورد عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام في وقت خروجه من سمرقند،[3] وأما الأثر فقد ورد بسند عامي عن عمار بن ياسر، ولكن غالبية متنه مطابق لما روي في صحيح الأحاديث، وفيه يتحدث عن شعيب بن صالح الذي سيلي أمر لواء الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفدا حال خروجه بأبي وأمي،[4] وهناك رواية في مختصر بصائر الدرجات ضعيفة السند والمصدر[5] وبعض متنها مضطرب يتحدث فيها عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام في إمرة شعيب بن صالح على جيش الخراساني وقادته لكنوز طالقان[6]
ولنا من بعد ذلك ملاحظات عدة، أولها: أن ما حاوله بعض المؤلفين من اعتبار شعيب بن صالح اسطورة، لا قيمة له من الناحية العلمية، بل هو كحقيقة من حقائق ما قبل الظهور مما لا مجال لنكرانه.
وثانيها أن سمرقند التي يشار إليها في رواية حذلم المتقدمة، ليست سمرقند الموجودة في تاجيكستان المعاصرة، وإنما هي من أعمال محافظة واسط الحدودية مع إيران كما يشير إلى ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان،[7] وهذا هو الذي ينسجم مع بقية الروايات التي تشير إلى دخول راية الخراساني إلى العراق بالتزامن مع اقتحام السفياني الأراضي العراقية باتجاه بغداد.
وثالثها: إن طالقان المشار إليها ليست طالقان الأفغانية كما ذهب إلى ذلك بعضهم، بل هي مناطق شمال طهران باتجاه بحر قزوين.
ورابعها: وصفه الشخصي المشار إليه في سؤالكم الكريم هو وصف وارد في روايات عامية، ولهم وصف آخر، ولا يعتمد عليها، ولا يوجد في كتبنا ما يُشار به إلى وصفه الشخصي، ولعل اسمه ما يدل على أنه عربي، وهو ينسجم مع مرويات عامية تشير إلى كونه من بني تميم أو من مواليهم، على أن اسمه هذا ليس من الضرورة أن يحمل على أنه اسم حقيقي.
وخامسها: لا صحة لأي رواية تشير إلى المدة الفاصلة بين خروجه وبين خروج الإمام صلوات الله عليه بغير المدة المشار إليها في رواياتنا، فبين الخراساني وبين الإمام صلوات الله عليه هو ما بين السفياني والإمام لأن خروج الإثنين سيكون في عام واحد وفي شهر واحد وفي يوم واحد، وبالتالي فإن شعيباً هذا لن يكون خروجه بأكثر من هذه المدة، بل هو أقل منها، وما عرضتم له هو ما يوجد في روايات العامة.
[1] دلائل الإمامة: 257.
[2] غيبة النعماني: 262 ب14 ح12.
[3] غيبة الشيخ الطوسي: 444 ح437.
[4] غيبة الشيخ الطوسي: 464 ح479.
[5] لأنها مأخوذة من كتاب الهداية الكبرى للخصيبي: 403، وما تفرد به الخصيبي في كتابه هذا لا يعتمد عليه عند العلماء.
[6] مختصر بصائر الدرجات: 451ـ452 ح512.
[7] معجم البلدان 3: 247.