محمد ـ بغداد (الموقع الخاص): هل مارقة من جهة الترك هم أكراد سوريا أم أكراد تركيا (حزب العمال الكردستاني)؟ وأذا كانو أكراد تركيا، فهل عبارة: اخوان الترك الواردة في الروايات الشريفة تشير اليهم؟
الجواب: الرواية الشريفة تتحدث عن ناحية الترك، والناحية هي الجهة، أي أنها ستخرج من الجهة التي يأتي منها الترك، وتفسيرنا منحصر بكونهم أكراد سوريا وليس غيرهم، لأنها جاءت في خضم الحديث عن الشام، ولأن ردة الفعل التركية الغاضبة التي تاتي مباشرة من بعدها ستنحصر في داخل الموضوع السوري، وبغيره، لوجدنا إن ردة الفعل لا تكون خاصة في هذا المكان، وما يجري في الوقت المعاصر يعني العراق ويعني الجمهورية الإسلامية، وهو يأتي على ما يبدو بإتفاق مع تركيا، وعليه فإن ردة الفعل الإيرانية والعراقية حينما تغيب عن الروايات، تجعلنا نميل إلى القول بأنهم أكراد سوريا.
أما اخوان الترك، فإن التبادر اللفظي لكلمة الترك في زمن النص متعلق بشعوب شرق ووسط آسيا على ما يبدو، فقد كان لهم احتكاك كبير من جهة الشمالية والشرقية لخراسان، ولم يك آنذاك ثمة احتكاك مع أتراك تركيا المعاصرة إذ لم تك لهم حاضرة اجتماعية مركزية بل كانوا يومها إلى حياة البداوة والرعي أقرب منهم إلى تكوين حواضر اجتماعية، على عكس الترك في تلك المناطق، ولذلك فإخوان الترك، يقصد بهم الأتراك الموجودين في تركيا المعاصرة، لأن أصل كلمة الترك يعود لما نسميه اليوم بالتركمان، أو ببلاد تركمانستان، ولا صحة للقول بأنهم الروس لأن الشعب الروسي شعب مختلف تماماً عن الشعوب التركية، ولا يوجد فيه مجال لهذا الوصف، نعم لو قلنا بإقبال جيش تركماني من جهة روسية، فيصلح هنا للمثال، ولكن هذا الأمر انتفى منذ ان انتهى الاتحاد السوفياتي، لأن الشعوب التركمانية استقلت عن روسيا المعاصرة، والشيشان والأنغوش الموجودون تحت السيطرة الروسية اليوم ليسوا من التركمان، على أنه من غير المتصور أن حركة الجيوس المعاصرة من بلدان مختلطة فيها القوميات، أن تأتي منها جيوش منحصرة بقومية واحدة دون بقية القوميات.
على أن النزول التركي في الجزيرة الشامية يأتي من بعد الحرب العالمية المعبّر عنها بهرج الروم في الروايات، ولأن منطقة الشرق الأوسط سوف لن تدخل في هذه الحرب، ولأن من المتيقن شركة الروس فيها، فالمظنون بقوة أن الروس سيبقون بعيداً جداً عن القدرة على المشاركة في حروب بعد هذه الحرب أو في أثنائها لو طالت (وهو مستبعد جداً).
ولعل التعبير بالنزول فيه إيحاء ملموس على تقارب بين منطقة النازل والمنزول به، والله العالم.