علي الفتلاوي (الموقع الخاص): توجد روايه عن أبي خالد الكابلي أنه سأل الامام الباقر عليه السلام عن اسم صاحب الامر فقال (عليه السلام): سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أمراً، ولو كنت محدّثاً به أحداً لحدّثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمه عرفوه، حرصوا على أن يقطّعوه بضعة بضعة). غيبه النعماني 300 الطوسي 333 بحار الانوار ج52.
هناك بعض الاسئلة حول هذه الرواية:
1- اسم الامام واضح وضوح الشمس، وهو محمد بن الحسن عليه السلام لماذا كان جواب الامام الباقر عليه السلام للكابلي انه سؤال مجهد؟
2- لماذا لم يحدّث به أحد من الناس حتى أصحابه المقربين، وما السبب؟
3- ولماذا ابناء فاطمه يعني السادة لو عرفوه لقتلوه.
4- هل الامام له شخصيات متعددة الادوار حتى على المقربين له بحيث لا يعلن عن شخصيته الحقيقية خوفاً على حركته ومشروعه الالهي العظيم أن تترصد له الاعداء، فلا يعلن عن أهدافه من أول وهلة.
5- من اللذين يقولون له أرجع يابن فاطمه من حيث جئت فأن الاسلام بخير؟!
الجواب: مثل هذه الأحاديث عديدة، وقد وردت بألفاظ متعددة، وجميعها منصبة على طبيعة وقتها وظروف الراوي وعصر النص وظروف السؤال، من دون أن تشير إلى ثابت مركزي في عدم إباحة الحديث حول هذه المواضيع، فمن الملاحظ أن الأئمة صلوات الله عليهم بما فيهم الإمام الباقر عليه السلام تحدثوا في ظرف آخر عما امتنعوا عنه في ظرف سابق له كما هو الظرف الحالي، والحديث هنا لا يعني ان الإمام صلوات الله عليه له شخصيات متعددة، فشخصية الإمام عليه السلام لا تتعدد، ولكن ظرفه وجلّاسه وسائليه وظروفهم هي التي تتعدد وتتغير، ولهذا تارة يلحظ الإمام صلوات الله عليه ظرف الراوي عنه، وأخرى ظروف الجالسين في مجلسه، وثالثة ظرف الشيعة الذين ستصلهم المعلومة المنصوص عليها من قبله، ورابعة يلحظ ظرف السلطة وطبيعة مكائدهاا للإمام صلوات الله عليه، وهكذا.
أما من سيقول للإمام روحي لتراب مقدمه الفدا: ارجع يا بن فاطمة؟ فإن الواضح من الرواية انها تشير إلى البترية، وهؤلاء وإن كانوا من الفرق المتقدمة التي كانت في زمن الإمامين السجاد والباقر عليهما السلام، إلّا أن الوصف لا علاقة له بنمط خاص من الفرق، وإنما يتعلق بكل من يبتر حقاً لآل محمد صلوات الله عليهم، أو لا ينزلهم بكل المنازل التي أنزلهم الله فيها، وعليه فهم من الشيعة على ما يبدو ولكنهم من النمط الذي لا يرعى الإمام روحي فداه وطاعته بقدر ما يرعون طاعة كبراؤهم، وما أكثر هذا الصنف!!