سمير ـ الكويت (الموقع الخاص): ذكر الشيخ الطوسي في الغيبة أن اليماني يخرج قبل السفياني، وذكرتم في كتابكم علامات الظهور، وفي العديد من محاضراتكم أن اليماني يتزامن خروجه مع السفياني مع احتمال أن الخروج المقصود قد لا يكون في أول خروج السفياني بل ربما يكون لإي أحد محطات خروجه، فكيف يمكن التوفيق بين كل ذلك؟
الجواب: اعتقد أنه قد حصل لديكم لبس شائع، فالشيخ الطوسي رضوان الله عليه ذكر رواية محمد بن مسلم عليه سحائب رحمة الله قال: يخرج قبل السفياني مصري ويماني[1] في نفس الموضع الذي ذكر فيه تزامن خروج السفياني والخراساني واليماني في وقت واحد،[2] ومن الواضح جداً ان هناك فرق بين الحديث الأول والحديث الثاني، فالأول يتحدث عن يماني دونما تعريف بينما الثاني يتحدث عن اليماني، والأول يتحدث عن فترة ما قبل السفياني، والثاني يتحدث عن مرحلة متزامنة مع السفياني مما يعني أننا أمام شخصيتين مختلفتين، فاليماني الموعود والموصوف بأهدى الرايات يخرج بالتزامن مع خروج السفياني عليه لعائن الله، ولكن ما أشير إليه في حديث محمد بن مسلم إنما يشير إلى يماني آخر، وقد توهم الكثيرون بأننا أمام يماني واحد، وهو اشتباه محض، وقد ذكرنا في بعض الأجوبة بأن أحداث الشام المعاصرة لو صدق أنها هي الأحداث التي تمهّد لظهور ابن آكلة الأكباد، فمن غير المستبعد أن يكون المقصود بحديث الرواية عن المصري واليماني هنا هو التكفيريين أبو أيمن الظواهري وأسامة بن لادن.
أما اليماني الموعود فمن المسلم أن خروجه يتزامن مع خروج السفياني، لوضوح ما جاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام: خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية وغيرها لم تشر إلى أي مرحلة من مراحل الخروج الخاصة بالسفياني، فهل هو اليوم الأول لخروجه في الوادي اليابس في شهر رجب؟ أم هو يوم خروجه لتحرير الكور الخمسة؟ أم هو يوم خروجه لمعركة قرقيسياء؟ أم هو يوم اقتحامه للعراق؟ أم هو يوم هجومه على بغداد والكوفة؟ فكلها مراحل خروج، واحتمل قوياً أن المراد بالتزامن المذكور في الروايات هو أحد المراحل المتأخرة عن خروجه الأول وخروجه لمعركة الكور الخمسة، ولربما يضم إليهما خروجه لمعركة قرقيسياء، لأن تلك المراحل لا علاقة لها بالعراق أو إيران مما يستدعي تحرك اليماني والخراساني، بينما المراحل الأخيرة حتى لو أدخلنا معها معركة قرقيسياء فمن الواضح دلالتها الأمنية والعسكرية في الشأن العراقي والإيراني مما يستدعي حكماً القول بتزامن الخروج بين الرايات الثلاثة.
[1] غيبة الطوسي: 447 ح444.
[2] غيبة الطوسي: 446ـ447 ح443.