إحسان عبد الكريم عناد (الفيسبوك): من خلال متابعتي لطروحاتكم والتي جاءت مقاربة للواقع الذي يجري على الأرض أيامنا هذه..أجد أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حبلى بالأحداث التي ستتغير فيها معالم المنطقة ...
فيبدو كل شي معد للخطوة التالية حيث سبق وأن أشرت إلى انتظار الخسف وسقوط جدار الجامع الأموي ثم انفصال الكرد ..فبالنسبة للأول لا يستبعد أن يتم ذلك في أية لحظة ..كما أن الكرد يبدو أنهم يستعدون لإعلان انفصالهم..وعندها ستحدث الحرب العالمية ثم خروج السفياني..والذي أشرتم إلى بعض معالمه منذ عام 2012 وهي تنطبق اليوم على شخصية يتم الدفع بها إلى الإعلام ولا نستبعد ذلك.
وبما أن خروج السفياني من الوادي اليابس يكون في عام وتر فالسنة القادمة ربما تكون هي اذ ان الأوضاع لا تحتمل التأجيل إلى سنتين أخريتين خصوصا وأن الشخصيات اللاعبة الرئيسة كلها قد صارت واضحة ..والأجواء مهيأة ولكن ما يمنع الحديث هو عدم جواز التوقيت ...فهل استشراف وتوقع ما سيجري يدخل ضمن مسألة التوقيت المنهي عنها؟ أم يمكن طرح الرؤى والتوقعات كما أسلفت..
شكرا لتفضلكم بالرد مسبقا.
الجواب: اتفق معاكم في جانب من حديثكم، إذ لا شك أن الفترة المقبلة تحبل بالكثير من الأحداث الحاسمة، وبعضها ربما تكون من نمط الأحداث التي لها تأثير جاد على مسار التاريخ، فحراك الأحداث في المنطقة والعالم يتدافع بها الى ذروات كانت غير متصورة من قبل، وقد باتت اليوم من المعقولات الميدانية، ولا أشك أن بعضها بات في ملمس الأفق، ومهما يكن فإني أجد ركاماً من الأحداث يتدافع في البقعة الجغرافية التي رسمتها العلامات باتجاه يتسق مع الاطار العام لما جاء في الروايات الشريفة، وهذا الركام قد يفضي في أي وقت الى تداعيات تجعلنا أمام النتائج المباشرة التي أشير إليها في الروايات، ويمكن للقراءة الواعية للروايات وللاستشراف السياسي والامني المتزن والدقيق أن يوصلونا إلى معرفة مدى القرب والبعد بين الأحداث المعاصرة وتلك التي جاء ذكرها في الروايات، إذ أن مهمة الاستشراف هي الوصل ما بين نقطة المستقبل التي ذكرتها الروايات، وبين النقطة التي نقف عليها في الواقع، ولا زالت قراءتي تؤكد أن أيامنا هذه وثيقة الصلة مع تلك التي أشير إليها في المستقبل، بل لم يحصل في كل عمر القضية المهدوية أن تقارب الحال مع محطات المستقبل كما هو عليه وضعها الان، ويبقى امر تحديد المدة الزمنية الحائلة بيننا وبين ما نستشرف له بيد الله جل وعلا إذ لا يوجد غير المعصوم صلوات الله عليه من لديه معرفة بذلك، وكل ما عداه يجب أن لا نقترب منه او نتورط فيه.
وعلى اي حال فان الاستشراف مهما كان دقيقاً ورصيناً فانه لا يعطينا مبرراً كي نتجه للتشخيص القطعي البات، لا في واقع الحدث ولا في شخصياته، فالتشخيص لا زال بحاجة الى الزمن الذي يمكن معه أن نتزود بالحجج العلمية المطلوبة، مع إني أرى أن حيثيات الكثير من هذه الأحداث باتت في متلمس اليد او في أفق العين، ولكن التشخيص الحاسم لا زال وقته مبكراً، فثمة فارق بين أن نرى أن الأكراد السوريين مثلاً قد بدأوا خطواتهم الجادة باتجاه انفصالهم، وان الامريكيين بدأوا يتحدثون عن كردستان السورية، وان امكانية وجود القائد المرواني الكردي في مناطق قرقيسياء قد باتت واضحة، وبين أن يعلن الانفصال بشكل رسمي وواقعي، فبين ما نشاهده اليوم وبين ما طرح في الروايات ثمة فسحة من الوقت يجب أن ننتظر طيها حتى نتيقن من ذلك، لان اليقين فيها يفتح المجال ليقينيات اخرى نحن بانتظارها على أحر من الجمر، وهذه هي الأخرى ستفضي بنا إلى اليقينيات التي تليها، وهذا هو مفاد المنهاج الذي طرحه الامام الباقر عليه السلام في حديثه عن نظام التتابع الموصول بين الاحداث بقوله: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً.
لا شك ان الاستشراف والتوقع ليس منهياً عنه، وانما المنهي هو تحويل الاستشراف الشخصي وكأنه قول المعصوم صلوات الله عليه وحديثه، والاستشراف ما لم يفض الى تواريخ محددة، فإنه لا يحكي عما تم النهي عنه، ولهذا يجب الحذر من الحديث عن ان كل الشخصيات اللاعبة الرئيسية قد اصبحت ظاهرة ومعروفة، فان ذلك قد يدخلنا الى البقعة التي نهينا عنها، لان هذه الشخصيات هي من مختصات الروايات واحداثها، ولذلك دعوا الاحداث هي التي تعرب عن هذه الشخصيات لان معها ثمة حجة علمية، ولا تستبقوا الى التحديد فهي مهما كانت تجعلكم بحاجة الى الدليل الذي قد تجدون ايديكم تفتقر اليه مع ما قد يكون تشخيصكم دقيقا في واقعه، ولكن ثمة فارق بين الاتيان بالدليل، وبين الجزم بان هذا هو الواقع المستقبلي، فالواقع المستقبلي يحتاج الى علم لا يتوافر لدى أحد الا المعصوم صلوات الله عليه، كما اسلفنا ودون ذلك مجرد تخرصات وظنون لا يمكن البناء عليها.