ام رضا الموسوي: مجموعة منتظرات1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
ما هو رأي سماحتكم بمن يدعي رؤية الامام الغائب عج في عالم الرؤيا؟ وما منزلة هذا الشخص حتى يرى مثل هذه الرؤية؟
ووفقكم الله لكل خير.
الجواب:
أولا: لا دلالة تقوائية لمن يعتقد انه رأى الامام صلوات الله عليه فالرؤيا الصحيحة قد تأتي للإنسان المؤمن وقد تحصل لغيره وقد تكون لغرض البشارة وقد تكون لغرض الزجر او لغرض التوبيخ او لغرض الترغيب وعلى اي حال دلالة الرؤيا الصحيحة متعلق بمضمونها وليس بأصل وجودها.
ثانيا: ليس كل من قال بأني رأيت قد رأى بالفعل، فمن اين له التأكد بأن من راه هو الامام صلوات الله عليه فلا هو يمتلك صورته الشريفة لكي يقول بأني رأيت عين من هو في الصورة ولا يمكن الاطمئنان الى الحالة الادراكية حال المنام لكي نقول بأن من رأيناه وانقدح في بالنا ان هذا هو الامام روحي فداه كان بالفعل إدراك حقيقي، فقد يكون الادراك هنا دخالة للشيطان اجارنا الله واياكم وقد لا يكون ولذلك يبقى المضمون وحالة الرائي للمنام هي التي تؤكد او تنفي ان يكون المرئي هو الامام صلوات الله عليه.
ثالثا: ان رواية من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بنا؛ ان صحت فهي تشترط يقينية رؤيتهم سواء في الرؤيا او في حال اليقظة او في حال المكاشفة وما لم نك متيقنين بأن من رأيناه هو الامام روحي فداه كيف يمكن ان نطمئن ان الشرط قد تحقق.
رابعا: قد تشمل الانسان عناية ما من قبل الامام روحي فداه فيوفق لرؤيا صحيحة فيها قبس من انوارهم صلوات الله عليهم ولكن ما من ضرورة لكي يكون المرئي هو نفس الامام روحي فداه اذ قد يكونون من اعوانه.
خامسا: كل كلامي يتعلق بعملية الدقة في نسبة الرؤيا للإمام بأبي وأمي وكل هذا التشدد في ضوابطها من اجل ان لا نقع في براثن الشيطان وفي خدع الادعياء، وهو على اي حال لا ينفي وقوع الرؤيا الصحيحة للإمام روحي فداه فما أكثر من تشرفوا لذلك.
سادسا: الرؤى بشكل عام تنقسم الى ثلاثة اقسام فقسم ناشئة من هموم الانسان ومشاعره واحاسيسه وعموم احواله اكلا وغما وهما وفرحة وسرورا وما الى ذلك وهذه لا يعول عليها بشيء فهي انما تحكي واقع العالم الأرضي.
وقسم ناشئ من اختلاط الصور الارضية مع صور شتى لأن الروح حينما ترقى عند المنام فإن النفس سترى صور متعددة بين العالم الارضي وعالم الحقائق وما بينهما وما ينعكس في المنام هو هذه الصور، وهذه المختلطة هي التي تسمى بأضغاث الاحلام لأن فيها حقا وباطلا ومسألة الفرز بين الاثنين موكولة لمحتوى ما يراه الانسان.
اما القسم الاخر فهو ما تراه النفس في عالم الحقائق وهذا ما لا يدرك الا من خلال النفوس الصافية والصفاء هنا لا يتعلق بالتدين بالضرورة فقد يصل اليه بعض من لا دين له فيرى رؤيا صادقة كما وجدنا في رؤيا العزيز في سورة يوسف عليه السلام وايضا ما من ضرورة لديمومة هذا الصفاء فقد يتولد الصفاء في لحظة واحدة تتيح له ان يرى فيها رؤيا صادقة وقد ينسلخ عنه ذلك.
سابعا: في العادة كلما زاد الانسان علماً قلت الرؤى لديه ولذلك وجود من يرى الى مصاف من لا يرى لا يعد تمايزا او تفاضلا ما بين الاثنين.
ثامنا: تحصل عنايات خاصة ببعض الاشخاص فيرون رؤيا صادقة بغض النظر عن طبيعة محتواهم الداخلي ولذلك ليس كل من رأى رؤيا صادقة يعد ذلك مقياسا على نصاعة محتواه الداخلي.