الحسين روح الله (منتظرون ٧): قد عرفنا ان السفياني من المحتوم، فهل ان مدة حكمه من المحتوم ايضاً، وهل ان الجيش الذي يخرج معه هو جيش عربي بدعم غربي؟ ام ان هناك جيش غربي معه؟ ام ان الحرب العالمية لاتبقي من الجيوش الغربية باقية؟
الجواب:
لا شك ان المحتوم في نفسه ليس محتوماً في تفاصيله، ولهذا فكل ما يذكر في التفاصيل سواء في موضوع السفياني او غيره قابل للزيادة والنقصان بل والاضمحلال التام كما والاستفحال، لان هذه الأمور تابعة لحركة وعي الجهة المقابلة ومدى التزاماتها تجاه الاستحقاقات المترتبة على حصول هذا المحتوم او ذاك، فلو ان الامة استعدت لمواجهة مخاطر هذه العلامة او تلك، فان اي خطر سيتقلص، ولو لم تستعد فان اي خطر قد يهددها في عمق الاعماق، ولذلك لا تتوقفوا عند الاخبار المتعلقة بالتفاصيل الا توقف من يجب أن يؤمّن سبل الوقاية والانذار، والا فان نفس التفاصيل المذكورة قد تكون اكثر قساوة ان لم تتخذ سبل الوقاية منها طريقها للتفعيل.
وما أشير اليه في شأن التفاصيل يجب ان يلحظ بمعية العلائم الاخرى فعلى سبيل المثال يشار الى ان جيش السفياني الذي سيستقر في الكوفة يهرب منها بمجرد اقتراب جيش اليماني والخراساني منها، ولهذا فان قراءة التفاصيل المتعلقة بالسفياني من خلال خاصية استعداد الامة، يجب ان يلحظ ايضا من خلال التفاصيل المتعلقة بحركة اليماني او الخراساني من حيث نصرتهما او الحيلولة دون ذلك، والجمع بينها قد يؤدي الى نفي ان يحتل السفياني الكوفة، وبالعكس قد يجعله يستمر اكثر من الليالي الثمانية عشر التي أشارت اليها بعض الروايات التي يبقى فيها بالكوفة.
اما فيما يتعلق بمدة حكمه، فالروايات لم تشر الى تفاصيل خاصة بهذا الشان، وهناك وهم لدى البعض بان ما أشير اليه في بعض الروايات بان مدة ملكه هي تسعة اشهر، هي كل تمام ملكه، كما هو الحال في الرواية التي رواها الشيخ النعماني باسناده عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
" السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما (غيبة النعماني: ٣٠٨ ب١٨ ح١)
وهو وهم فاحش، لان روايات اخرى تحدثت عن ملكه من بعد ذلك يتواجد فيها السفياني بعنوانه حاكماً لسوريا الى ان يقتص منه الامام روحي فداه، لا ادل على ذلك من روايات ارسال جيشه الى المدينة قبل الخسف به، وهو من المحتوم الذي يتحقق من بعد ظهور الامام روحي وارواح العالمين له الفدا، وهو امر يحصل من بعد مدة التسعة اشهر المشار اليها في الرواية بحوالي ثلاثة اشهر، بل ان المراد بذلك هو الفارق الزماني بين استيلائه على الحكم في دمشق وظهور الامام صلوات الله عليه.
اما بالنسبة لجيش السفياني، فكله سوري حسب الظاهر ولا يوجد له علاقة بجيش غربي، بل ان الجيوش الغربية ستاكلها في الغالب نيران الحروب التي ستندلع بين الروم أنفسهم، ولا يعني ذلك ان الحرب العالمية لن تبقي منهم احدا، وانما تشير نفس الرواية التي اشارت الى حرب الروم واقتتالهم الى وجود مارقة منهم سيستقرون في رملة فلسطين او ميناء اشدود المعاصر، وهو امر يحصل من بعد حرب الروم بمدة.