انوار الهدى: مجموعة منتظرات1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
يستعين الإمام الحجة عجل الله تعالى مقدمه الشريف بصالحين ليكون قاعدة أساسية لدينه، ما الذي يريده الأمام المهدي منا كعامة الناس ونحن لسنا كدور الصالحين ولم تسمو أرواحنا كما هم ؟! ما الغاية التي خلقنا أو يكون لها دورنا في مشروع العدل الإلهي؟!
الجواب:
المجتمع لا يحيى بفرد صالح او مجموعة افراد صالحين فقط لان ما توردوه من اشكال انما يرد على غاية الخلق منذ بدايته وانتم تعلمون ان الخلق في بدايته كان فيه صالح كهابيل وطالح كقابيل، ولكن لان الحياة الاجتماعية قائمة على مبدأ الارتباط العام لذلك خلق الله الخلق وهو يحتاج الى بعضه الاخر فالزوجة لن تكون زوجة الا بزوج والولد لن يكون ولدا الا بوالد ووالدة وقد جبل الله خلقه على حالة التقارب فيما بينهم ولكن هذا الخلق كان اما متعاونا مع نفسه ومجتمعه والطبيعة التي يحيى ضمنها واما ان يكون متصارعا معتديا متجاوزا ولكنه مهما يكن فقد عاش متقاربا وتشكلت المجتمعات نتيجة لذلك وارسل النبيين كي يدفعوه باتجاه التعاون لا التصارع فانتج المجتمع اصنافا متعددة فيهم الصالح وفيهم الطالح وفيهم من يخلط بين الصلاح والطلاح وفيهم من لا يهتم لهذا ولا لذاك ولكن مع ذلك ظل المجتمع يحتاج الى بعضه البعض ووجود ابرار البشر لا يعني استغناء دور البر عمن سواهم ففي تعبير الامام الخميني رضوان الله عليه لو ان الله خلق على الارض انبياء فقط اي كانت الدولة تحتوي على ١٢٤ الف نبي فقط فمن الطبيعي ان يكون احدهم رئيسا والاخر كناسا والثالث بائعا والرابع شاريا وهكذا ومع ان وجود الصالحين مدعاة لغيرهم ان يقتدوا بهم الا انهم لوحدهم لا يتمكنون في سياق عملية الهداية الربانية ان يؤدوا دورهم الا من خلال وجود غيرهم وتعاونهم معهم وعليه فان وجود بعض الصالحين لا يجعل من له صلاح اقل عديم الفائدة والدور، ارأيت كيف تحول جون العبد الحبشي الى نجمة عظمى في سماء الهداية؟ وهكذا وهب النصراني؟ ومعهم الحر الرياحي الذي ما اذى الحسين بأبي وأمي أحد قبل عاشوراء كما اذاه الحر، ونفس الامر تجدين عثماني الهوى كزهير بن القين كيف تحول هؤلاء الابرار الى ابواب حوائج والى نجوم مضيئة في درب الصلاح والهدى.