قيس المهندس: مجموعة منتظرون1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
كيف نعرف الإمام الحجة عج؟
الجواب:
أولا: يجب التنبه الى ان العلم بالإمام صلوات الله عليه لا تعني المعرفة به، فنحن نعلم بوجود الكثيرين ولكننا لا نعرفهم حقا بما هم عليه، ولذلك تجد الكثير ممن يعلمون لا يحركهم علمهم قيد انملة من اجل ما يرضي الامام روحي فداه.
ثانيا: المعرفة الاجمالية للإمام والمتاحة لغير المعصومين ع تستدعي التعرف على مقامات الامامة وتجسد هذه المقامات في شخص الامام صلوات الله عليه، وحين نتعرف على هذه المقامات سنعرف ان كل خير لدينا لا منفذ له الا الامام روحي فداه، واي ضر لا نستطيع دفعه الا بالإمام بابي وامي، ولو كنا طلاب الجمال فسنجد ان لا جمال يفوق جمال الامام صلوات الله عليه، فان يكون الامام هو خليفة الله وهو باب الله وهو صراط الله وهو معدن العلم ومفتاح الحكمة وولي النعم ودافع النقم ووارث الرحمة وخزان النعمة وما الى ذلك من اوصاف سنجد ان كل امورنا تتعلق به وتطلب منه وبه، وعليه هنا يتمايز الناس فمنهم من يتعلق به لأنه هو الكاشف لكرب الظلم لأنه خائف من الظلم ويريد من الامام ان يزيل خوفه، ومنهم من يتعلق بالإمام ع لأنه مقيم العدل، لأنه يريد استقرار الدنيا وتعميم العدالة وازالة الظلم، ولذلك هذان محبان ومتعلقان بالإمام روحي فداه ولكن بشرط مع هذا الحب هو ان يحقق لهم ما يريدون، ولكن هناك تعلق بلا شرط هو تعلق بالإمام لأنه هو الامام صلوات ربي عليه خرج ام لم يخرج، طالت غيبته ام قصرت، وصلت اليه ام لم اصل، هذا النوع من الحب ينمو كل ما تعمقت في المعرفة وانصح هنا الاعزة بالالتزام بالزيارة الجامعة فمن اراد معرفة الامام سيجده موضح تماما في هذه الزيارة.
ثالثا: ثمة قصة ذات عبرة بليغة جدا في هذا المضمار تحكي عن تكليف الامام الصادق صلوات الله عليه لاحد مواليه واسمه المعلى بن خنيس رض بمتابعة امور الناس العاديين ممن لا يألف لديهم علم ولكن حينما قتل المعلى بن خنيس رض كلف الامام المفضل بن عمر رض بمتابعة امر هؤلاء فبدأ المفضل معاشرة هؤلاء وفيهم العيارون والشطارون وهكذا سائر اصناف السوق ممن يتصفون بالمكر وعدم الاتزان ولذلك كتب اصحاب الامام عليه السلام فقالوا: إن المفضل يجالس الشطار وأصحاب الحمام وقوما يشربون الشراب، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره الا يجالسهم، فكتب إلى المفضل كتابا وختم ودفع إليهم، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل. فجاؤوا بالكتاب إلى المفضل، منهم زرارة، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن مسلم. وأبو بصير، وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب، إلى المفضل ففكه وقرأه، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم اشتر كذا وكذا واشتر كذا، ولم يذكر قليلا ولا كثيرا مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة، ودفع زرارة إلى محمد بن مسلم حتى الكتاب إلى الكل، فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا: هذا مال عظيم حتى ننظر ونجمع ونحمل إليك لم ندرك الا نراك بعد ننظر في ذلك.
وأرادوا الانصراف، فقال المفضل: حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه، ووجه المفضل إلى أصحابه الذين سعوا بهم، فجاءوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله عليه السلام، فرجعوا من عنده وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل واحد منهم على قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر، فحضروا أو احضروا الفي دينار وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء. فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون ان الله تعالى يحتاج الى صلاتكم وصومكم؟
وهكذا ترون ان كبارا من الاصحاب لم يوفقوا لتلبية امر الامام ع لقصور في بعضهم وللجاجة من بعضهم فكونوا حيث ما تتمكنون من اهل الرغبة في تلبية امر الامام ع واهلوا انفسكم لكي تكون كفاءاتكم في خدمة الشيعة ووطنوا انفسكم لإطاعة من يتمثل امر الامام ع تفلحوا.