بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

629: ما هي صحة النصوص التي تتحدث عن معارك الامام المهدي عج مع الروم والهدنة معهم؟

3381طباعة الموضوع 2016-06-14


محمد علي البدري: مجموعة منتظرون 1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)

نلاحظ في روايات الهدنة التي تتكلم عن هدنة بين الامام المهدي والغربيين الشبه الكبير بينها وبين صلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع قريش على عدم الحرب لمدة عشر سنين وسماه الله تعالى الفتح المبين، حيث ما لبث جبابرة قريش أن نقضوا عهدهم مع المسلمين وكشفوا عن نواياهم، فكان ذلك دافعاً للناس أن يدخلوا في الإسلام، ومبرراً للقضاء على قوة المشركين وكفرهم. وكذلك لا يلبث الرؤساء الغربيون أن ينقضوا عهدهم مع المسلمين ويكشفوا عن طغيانهم، ويغزوا المنطقة بنحو مليون جندي كما تذكر الروايات، فتكون المعركة الكبرى معهم، التي يظهر من وصف الروايات لها أنها أعظم من معركة فتح القدس. ففي الحديث النبوي الذي رواه الجميع قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (بينكم وبين الروم أربع هدن، الرابعة على يد رجل من آل هرقل، تدوم سنين (سنتين) فقال له رجل من عبد القيس يقال له السؤدد بن غيلان: من إمام الناس يومئذ؟ فقال: المهدي من ولدي) (البحار:51/80). وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون بكم في حمل امرأة، يأتون في ثمانين غاية في البر والبحر، كل غاية اثنا عشر ألفاً، فينزلون بين يافا وعكا، فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم، يقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيلتحم القتال، ويمد الأجناد بعضهم بعضاً، حتى يمدكم من بحضر موت اليمن، فيومئذ يطعن فيهم الرحمان برمحه، ويضرب فيهم بسيفه، ويرمي فيهم بنبله، ويكون منه فيهم الذبح الأعظم) (مخطوطة ابن حماد ص141) ومعنى: (يطعن فيهم الرحمان برمحه.. الخ.) أنه تبارك وتعالى يمد المسلمين بملائكته وإمداده الغيبي عليهم. وفي ص142: ( ترسي الروم فيما بين صور إلى عكا، فهي الملاحم). وفي ص115: (إن) لله ذبحين في النصارى، مضى أحدهما وبقي الآخر). وفي ص124: (ثم يسلط الله على الروم ريحاً وطيراً تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقأ أعينهم، وتتصدع بهم الأرض فيتلجلجوا في مهوى بعد صواعق ورواجف تصيبهم، ويؤيد الله الصابرين ويوجب لهم الأجر كما أوجب لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتملأ قلوبهم وصدورهم شجاعة وجرأة). ويبدو أن هدفهم من إنزال قواتهم البحرية بين يافا وعكا، أو بين صور وعكا، كما في هاتين الروايتين هو استرجاع فلسطين مجدداً وإعطاؤها لليهود، وأن تكون القدس هدفاً عسكرياً مبرراً لحملتهم. وقد ورد في الرواية التالية أن إنزال قواتهم يشمل طول الساحل من عريش مصر إلى أنطاكية في تركية، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى فقلت له: يهنيك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها. فقال: هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصال ستاً. وذكر آخرها صلى الله عليه وآله وسلم فتنة الروم وغدرهم بالمسلمين بثمانين راية، وأنهم ينزلون ما بين أنطاكية إلى العريش). (ابن حماد ص 118. وقد ورد في أحاديث نزول عيسى عليه السلام أن الحرب تضع أوزارها عند ذلك. ويؤيده واقع صراعنا وحروبنا مع الروم التي لم تضع أوزارها، ولن تضع أوزارها حتى يظهر المهدي وينزل عيسى عليه السلام، وينصرنا الله تعالى على الروم في مرحلة طغيانهم العالمي. وفي ص136: (في فلسطين وقعتان في الروم، تسمى إحداهما القطاف، والأخرى الحصاد) أي تكون الثانية كاسحة أكثر من الأولى. وتشير الرواية التالية إلى أن معركة المهدي عليه السلام مع الغربيين تكون غير متكافئة، وأن ميزان القوة يكون لصالحهم في الظاهر، ولذلك ينضم إليهم بعض ضعاف القلوب من العرب، ويقف آخرون على الحياد، فقد روى ابن حماد في ص12، عن محمد بن كعب في تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)، قال: الروم يوم الملحمة. وقال: قد استنفر الله الأعراب في بدء الإسلام فقالت: (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا) فقال: (سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ). يوم الملحمة فيقولون كما قالوا في بدء الإسلام، فتحل بهم الآية: (يعذبكم عذاباً أليماً). وقال صفوان: حدثنا شيخنا أن من الأعراب من يرتد يومئذ كافراً، ومنهم من يولي عن نصرة الإسلام وعسكره شاكاً). فالمرتدون هم الذين يقفون إلى جانب الروم، والمتولون هم الواقفون على الحياد، وعذابهم الأليم على يد المهدي عليه السلام بعد انتصاره على الروم. وروى ابن حماد في ص131 حديثاً يوازن أجر شهداء هذه المعركة بأجر شهداء بدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير قتلى تحت ظل السماء مذ خلق الله تعالى خلقه، أولهم هابيل الذي قتله قابيل اللعين ظلماً، ثم قتلى الأنبياء الذين قتلهم أممهم المبعوثة إليهم حين قالوا: ربنا الله ودعوا إليه، ثم مؤمن آل فرعون، ثم صاحب ياسين، ثم حمزة بن عبد المطلب، ثم قتلى بدر، ثم قتلى أحد، ثم قتلى الحديبية، ثم قتلى الأحزاب، ثم قتلى حنين ، ثم قتلى تكون بعدي تقتلهم خوارج مارقة فاجرة ، ثم ارجع يدك إلى ما شاء الله من المجاهدين في سبيله، حتى تكون ملحمة الروم ، قتلاهم كقتلى بدر)
سؤالي: ما هي صحة النصوص التي تتحدث عن معارك الامام المهدي عج مع الروم والهدنة معهم؟

الجواب:
كل ما يذكر من روايات في هذا المجال هي روايات العامة ولا مجال للتأكد منها بعد ان سكتت روايات اهل البيت عليهم السلام عن ذلك كله، بل ربما نجد في القلب منها شيء لان الروم ستبتلى بحرب طاحنة فيما بينها هي التي نصفها بالحرب العالمية الثالثة ويذهب بها ثلثا الناس كما ان بعضا من هذه الروم سياتي ويتجحفل في اسرائيل قبل خروج السفياني وسيبقون فيها لما بعد مقتل السفياني على مفاد بعض الروايات.
لذلك التحليل على ما لا يمكن الاعتماد عليه ربما يرسم صورة ضبابية على المشهد الأصلي.

 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
17 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :5739
عدد زوار الموقع الكلي: 24831196
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟