بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

233: اليهود ودورهم في خلق الفتنة الطائفية وآثار ذلك في الصيحة الإبليسية

5092طباعة الموضوع 2014-01-23

233: اليهود ودورهم في خلق الفتنة الطائفية وآثار ذلك في الصيحة الإبليسية

 حسام الحسناوي (الفيسبوك): في كتاب الغيبة لأبي زينب النعماني رواية تتكلم عن الصيحة التي تقول إمامكم فلان، ففيما القتال، والصيحة التي تنادي الحق مع علي وشيعتة ففيما القتال، والروايات الدالة على أن شدة الاقتتال يصل الى الذروة حتى يلجأ الناس الى الكعبة فينادي منادي أن الحق مع علي وشيعته، وكأن الحرب الموجودة والاقتتال المذكور هو اقتتال طائفي بين معسكرين، ولا يوجد ذكر للقوى الغربية في روايات الصيحة، ولا وجود في الصيحة الابليسية لذكر أن الحق في الروم بل في عثمان وهذا يدل على أن الروم في هذه الفترة قد انتهت هيمنتهم بشكل كامل، وقد أزيل التأثير الغربي ولم يبق الا شرطي المنطقة السفياني والكيان الصهيوني، 
وان الروايات الدالة على السفياني في البعض منها ما يدل على أن السفياني يأتي بعد موت عبد الله ملك الحجاز.

من جهة أخرى فإن الخرائط المشهورة عند اليهود دخول المناطق المحصورة بين النيل والفرات ضمن حدود الدولة اليهودية، ويلاحظ بأن النجف الاشرف والتي هي الكوفة تكون آخر محافظة عراقية ضمن حدود هذة الخارطة، فهل هذا يدلّ على أن اليهود سيزيدون التوتر الطائفي والشحن الطائفي بين الشيعة والسنة على مستوى، ويشعلون الحرب العالمية على مستوى أكبر، ويدعمون السفياني لدخول العراق والنجف ليكون بذلك قد سيطر على كل الأراضي الداخلة ضمن حدود دولتهم، دون أن يخسروا جندياً واحداً؟ وهل أن الصيحة التي ذكرت ستكون الحاسمة في ردم الخلاف؟ أم أن الامور لا تنتهي إلى هذا الحد؟.

الجواب: في الروايات العديدة يُشار فيها إلى تعجب السائل للمعصوم عليه السلام عن سبب القتال ضد الإمام بأبي وأمي بعد رؤية الناس للآيات والبراهين الدالّة على الإمام روحي فداه ومنها الصيحة، ولكن سيكون هناك تكذيب كبير بهذه الآيات حتى ليتحدّث متحدث الأبالسة بأن هذا من سحر الشيعة كما هو واضح من الرواية الشريفة التي يقول فيها الصادق من آل محمد صلوات الله عليه وعليهم لعمارة الهمداني وهو يحدّثه عن نتائج الصيحة، قال: فيؤمن أهل الأرض جميعاً للصوت الأول، فإذا كان من الغد صعد إبليس اللعين حتى يتوارى من الأرض في جوّ السماء، ثم ينادي : ألا إن عثمان قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه فيرجع من أراد الله عزّ وجلّ بهم سوء، ويقولون: هذا سحر الشيعة وحتى يتناولونا، ويقولون: هو من سحرهم، وهو قول الله عز وجل : {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}[1].[2] والحديث عن طبيعة حديث إبليس إنما هو حديث عن الفضائيات وسائر وسائل الإتصال الجمعي، أما الحديث عن حق عثمان، فإنما يراد به الجانب الذي سيثار في هذه المنطقة التي تحتقن بالصراع الطائفي، ولا دلالة على انتهاء الهيمنة الغربية من مثل ذلك، نعم هناك حرب عالمية ستسبق الصيحة والسفياني ستطيح بهذه الهيمنة وتضعفها إلى حد كبير ولكنها لا تنهيها، بدليل أن الحديث عن هذه الحرب يأتي من بعده الحديث عن مارقة الروم الذين سينزلون في رملة فلسطين أو ما يعبّر عنه بميناء إشدود الصهيوني المعاصر.[3]

وما من دلالة في الروايات على أيهما الأسبق خروج السفياني أو موت ملك الحجاز، ولكننا نستظهر أسبقيته ضمن المنطق الموضوعي لأحداث الحجاز التي تشير إلى أن موته سيعني زوال حكم السنين وحلول حكم الأشهر والأيام بديلاً عن ذلك، وهو الأمر الذي سيعني اقتتالاً وفتناً وانقلابات متعددة بين من سيخلف هذا اللعين، ومن الواضح أن أمراً كهذا يحتاج إلى وقت أكبر من الوقت الذي بين السفياني والصيحة.

أما بالنسبة لليهود فنشير إلى أنه ما من دلالة في رواياتنا على تحقيق أحلامهم كما أشرتم بل هي رواياتهم عن تلمودهم، وهم لا يحلمون بالمنطقة بين دجلة والفرات فحسب بل إن أحلامهم تمتد إلى العزير في ميسان وبعضها تمتد إلى منطقة شوش دانيال في جنوب إيران، ولكن ما من دليل لدينا على كل ذلك، بل الدليل قائم على خلافه، لوجود الخراساني وهيمنته على هذه المناطق.

أما هل أن اليهود هم سبب الفتنة الطائفية؟ فهذا مما لا ينبغي الشك فيه فهم رأس كل فتنة وشر وإن كان تلاميذهم النواصب أخذوا منهم وتعلموا منهم كل ذلك، وما من دليل يمكن الاعتماد عليه بأنهم هم من وراء الحرب العالمية، وإن كان عدم استبعاد ذلك قائم أيضاً.

أما الحديث عن السفياني، فالقدر المتيقن أنه لن يكون عدواً لهم في حقيقة الحال، وإن كان بالإمكان أن يسير على سيرة بعض الحكام من اعلان العداوة وإضمار التبعية والتحالف، أما الصيحة فلقد تقدّم الحديث بأنها لن تنهي الخلاف بل سيزداد تحزّب النواصب ضراوة، حتى أنهم سيحاولون الاتفاق مع السفياني لاحقاً في الشام بعد تقتيله إياهم، وهو أمر لن يوفقوا له كما هو مفاد بعض الروايات، ولكنهم سيتفقون معه في الحجاز فيرسلون في طلبه بعد قتل النفس الزكية التي ستأتي ضمن حراك ما بعد الظهور الشريف، وسيبقى خبثهم حتى بعد خروج الإمام صلوات الله عليه، بل حتى بعد سيطرته على الحجاز، فيعمدون لقتل وكيله على الحجاز مرتين. 

 

[1] سورة القمر: 2.

[2] غيبة النعماني: 269 ب14 ح20.

[3] غيبة النعماني: 289 ب14 ح67.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
47 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :7969
عدد زوار الموقع الكلي: 27023667
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟