احمد النجم (منتظرون ٦ ): محور سؤالي بشأن مجازر السفياني في قرقيسياء وغرب بغداد وسواد الكوفة.
عندما تحدثت الروايات عن رجفة الشام ذكرت مقتل مائة الف وكان مقتل المائة الف تلك تحتاج الى فترة قد تمتد الى عدة سنين، كذلك معركة قرقيسياء الاولى من المقدر لها ان يقتل فيها عشرات الالاف وهي الاخرى تحتاج الى عدة سنين، بينما حديث الروايات عن مجازر السفياني فإنها تحدثت عن ان جيش السفياني خلال توجهه الى العراق يمر بقرقيسياء فيقتل فيها مائة الف وفي فترة وجيزة وفي معاركه في غرب بغداد يقتل قرابة ٣٠٠ الف وفي ساعة من النهار في سواد الكوفة يقتل ٦٠ الفا، فهل في ذلك اشارة الى استخدام السفياني لسلاح نوعي كالسلاح الكيمياوي في تلك المجازر الثلاث، حيث نلاحظ الحسم السريع في تلك المعارك من قبل جيش السفياني اي ان عامل الوقت جدا قصير فما هو رأي سماحتكم ؟
الجواب: بالنسبة لما ذكرتموه، فان الروايات لم تذكر ان جيش السفياني سيقتل مئة الف في قرقيسياء، وانما اشارت لاشتراكه في قرقيسياء الثانية وان تعداد قتلاها هو مئة الف، دون ان تنسب عملية القتل لاحد من اطرافها وهم بنو قيس والترك بالاضافة له، فقد جاء في رواية الامام الباقر عليه السلام انه قال: ويمر جيشه بقرقيسياء، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف. غيبة النعماني: ٢٨٧ ب١٤ ح٦٧.
اما قرقيسياء الاولى التي اشير الى انها معركة لم تحصل مثلها في التاريخ فان قتلاها لن يتوقفوا على المشهد السوري وانما ستمتد تداعياتها الى الحرب العالمية حسب قرائتنا، وربما هذا التعليل هو الذي يجعلها تكون معركة فريدة في الدهر والا لو اقتصرنا على المشهد السوري فانها لن تحوي اي تميز بينها وبين عشرات الحروب التي فاقتها في اعداد ضحاياها ودونك الحربين العالميتين او حروب نابليون وامثالها.
اما الحديث عن اعداد قتلى السفياني في العراق فاعتقد ان بعض ما ذكرتم مستل من روايات عامية، وبعضها يخضع للتهويل السياسي الذي تم تأطير روايات السفياني به، وقد تحدثنا سابقا عن ذلك في محاضرة مستقلة.
ولا احسب من بعد ذلك كله ان الرجل له سلاحاً متميزاً، ولكن جشع السلطة ونزعات التسلط في مرحلة ما بعد الاقتحام للعراق مع شعب اشبه بالاعزل قياسا لما لديه من جيش مدجج بالسلاح، ولذلك ذكرت الروايات عامية كانت او غيرها عدد قتلاه في العراق ولم تذكر اي اعداد لهم في الشام، على ان ذلك يمكن ان يدخل في سياسة التهويل التي وسمت بعضا من هذه الروايات.