أم محمد ـ لبنان (الموقع الخاص): قرأت في أحد أجوبتكم عن شخصية اليماني واستبعادكم أن تكون من لبنان، أو مكان آخر غير العراق لأن القيادات في لبنان ستكون مشغولة بالحفاظ على الوضع الشيعي، فهل وجدتم في الروايات ما يشير الى أن السفياني سيتوجه للبنان؟ أم أنه سيشهد مجرد تداعيات كما يحصل الآن من تفجيرات؟
الجواب: استبعادنا أن يكون اليماني من لبنان مبني على السياق العملي للأحداث المتعلقة بأحداث اليماني، فاليماني في الروايات سيقاتل في العراق وبدءاً بالكوفة، وحينما نرسم خريطة الأحداث لتلك الفترة سنجد أن الحدود العراقية غير قابلة للتواصل بين العراق ولبنان كي يمكن مرور جيش اليماني منها إلى العراق، لأن الحدود ستكون مثلها مثل كل الشام بيد السفياني، بل وكل المنطقة الغربية العراقية ستكون بيد السفياني في وقت حركة اليماني، ولذلك فإن من الطبيعي في ظل فقدان المستند الروائي أن يتم استبعاد الفرضية التي تحدث عن إقبال اليماني من لبنان إذ من أي حدود سينفذ كي يصل إلى الكوفة؟، نعم سبق وأن أشرنا في كتابنا راية اليماني الموعود بأن أحد الفرضيات أن يكون اليماني من جنسية أخرى غير عراقية ولكنه يقبل إلى العراق في فترة ما قبل الأحداث ويستقر فيه، ولكن اشترطنا ان يكون من تتوفر فيه الشروط الموضوعية لنشوء القيادات في المجتمع العراقي، وهي الشروط التي نوّهنا عنها سابقاً بالقول بأنها تحتاج إلى موثوقية ومراس وقبول لدى هذا المجتمع، كي يوفّر له هذا القدر من العدد الذي يحتاجه والذي تشير بعض الروايات إلى أنه يبلغ سبعون ألفاً، ومن المعلوم أن السبعين ألف هذه تحتاج إلى حاضنة أكبر منها بكثير كي تنتج هذا الرقم من المقاتلين، ولذلك قلنا بأن القاعدة الاجتماعية اللبنانية لا تتمكن من هذا العدد.
أما الحديث عن أحداث لبنان في عصر السفياني، فالقدر المتيقن من بعض الروايات أن الله تعالى سيؤمن شيعة الشام من شر السفياني، واعتقد أن الأمر سيمتد إلى لبنان الشيعي، لعدم وجود مقتضى استعداء بين الطرفين، ولكن لبنان سيصاب بالتداعيات الاقليمية على ساحته، لا سيما في فترة حراك الحرب العالمية وطبيعة الحراك الصهيوني في تلك الفترة، وهو حراك لا دليل لدينا على أن يكون فاعلاً بالضرورة، ولكن مما لا شك فيه ان القيادات الشيعية والقدرات الميدانية للشيعة ستكون في أعلى درجات الاستنفار للتعامل مع التحديات المترقبة، مما يستدعي القول بأن القيادت الشيعية هناك ستكون منشغلة بهذا الوضع لأن هذا هو تكليفها الشرعي والسياسي والأمني الأول.