فردوس الجنة (منتديات براثا): مالفرق بين أصحاب الإمام وأنصار الإمام؟ هل الأصحاب نفس الأنصار؟ أم يوجد فرق بينهم؟ كما جاء في الأدعية والزيارات (....... واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته)
الجواب: من الناحية اللغوية والاصطلاحية فإن الأنصار أخص من الأصحاب، لأن الأصحاب يمكن أن يكونوا أصحاب خير أو أصحاب سوء والقرآن تحدث عن الصنفين، بينما الأنصار إنما تطلق على من له خصوصية ما لدى المنتصر له، وهذه الخصوصية هي التي تجعل أحدهما ناصراً والآخر منصوراً، وبطبيعة الحال فإن كل إنسان لديه أصحاب، ولكن ما من ضرورة كي يكون لديه أنصار، ولكن يمكن للصاحب أن يضم إلى صحبته النصرة فتكون خصوصيته أعلى عند المنتصر له.
وحينما يطلق الأمر في خصوصية وضع الإمام صلوات الله عليه، فإن الأمر يبدو أنه يأخذ منحىً مختلفاً في ظاهره، إذ أن ما ورد في الروايات الشريفة يشير إلى أن كلمة صحبة الإمام روحي فداه أطلقت على الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر، فيما أطلقت كلمة النصرة على ما هو أعم من ذلك، وهذا طبيعي ففي زمن الوضع الإستثنائي الذي سيمر به حال خروجه بأبي وأمي سيحتاج إلى صاحب يتصف بمواصفات النصرة الاستثنائية، مما يجعل الصحبة السلبية منتفية، لأنه سبق للأئمة صلوات الله عليهم أن ابتلوا بأصحاب لهم لم يبروا بهم وخذلوهم، كما هو الحال في الواقفة والفطحية وبعض الزيدية وبعض المغالين، وهذا لا يمكن تصوّره مع الإمام المنتظر روحي فداه في وقت خروجه، لأن سرّه لن يطلع عليه إلا من يأتمنهم على أمره فضلاً عن موعد خروجه، مما يجعل أصحابه بالضرورة مناصرين في أعلى درجة النصرة، هذا ناهيكم عن أن الإمام صلوات الله عليه حينما يوصف حكمه بأنه حكم على شاكلة حكم داود، أي الحكم على الأمور بواقعياتها لا بظواهرها، لن يبقي أي متزلف بصحبته لأغراض غير أغراض النصرة كما لاحظنا ذلك في أصحاب الرسول صلوات الله عليه وآله، وقد ورد في الروايات الشريفة أن الإمام صلوات الله عليه سيكون شديداً مع كل من يتخلف من أصحابه عن أداء واجباته الدينية، حتى ورد بأن الرجل يكون مقرب في الليل يأمر وينهي بين يدي الإمام عليه السلام، وإذا به في الصباح يأمر الإمام صلوات الله عليه بضرب عنقه.
اضافة إلى أن هؤلاء الأصحاب سيكونون بقرب الإمام صلوات الله عليه، بينما المناصرون يمكن أن يكونوا من الناس العاديين، ولكن يكتب لهم التوفيق في ذلك حتى بلغ في الرواية الشريفة بأن الله ينصر هذا الأمر بأناس أشبه بعبدة الشمس والقمر، ولكن تدركهم الألطاف فيتركون سلوكيتهم السيئة إلى عالم النصرة، كما أنهم ما من ضرورة كي يكونوا قريبين من الإمام خاصة وأن أعمال النصرة مساحتها كبيرة جداً تبدأ من كناسة زقاق صغير إلى تولي المناصب الإدارية المهمة.
أما ما جاء في تعبير الدعاء الشريف: "واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته" فه ليست تعابير مترادفة لغوياً، بل هي مقامات متفاوتة في عالم النصرة يتدرج فيها الإنسان في عالم التقرب من أسفلها وهو أن يكون من شيعة الإمام صلوات الله عليه، إلى عالم النصرة ماراً بعوالم الأتباع والأعوان.