بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

198: لماذا اشتهرت سيرة الامام المهدي عليه السلام في عصرنا هذا بهذا الشكل حتى أصبحت تقريباً على كل لسان؟

7219طباعة الموضوع 2013-07-02

198: لماذا اشتهرت سيرة الامام المهدي عليه السلام في عصرنا هذا بهذا الشكل حتى أصبحت تقريباً على كل لسان؟

أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): لماذا اشتهرت سيرة الامام المهدي عليه السلام في عصرنا هذا بهذا الشكل حتى أصبحت تقريباً على كل لسان؟

الجواب: من الواضح أن الوعي العقائدي لدى الشيعة نما وبشكل كبير خلال هذه الفترة، نتيجة لعوامل عديدة منها الاستهداف الدموي والسياسي والفكري الذي جوبه التشيع به خلال هذه الفترة وبشكل سافر لم يسبق له مثيل في التاريخ، ونتيجة للإنجازات السياسية الكبيرة التي حصلت في العديد من الحواضر الشيعية خصوصاً في الجمهورية الإسلامية والعراق ولبنان، ومن جراء وسعة وكثرة وسائل الاتصال الجمعي الذي أدى إلى نمو في الإعلام الشيعي ومنها الفضائيات والنت المكتوب أو المسموع، وما نجم من ذلك من فضاءات لسبل تبليغية واسعة أسهمت بها قوة الحواضر الشيعية من جهات متعددة، كل ذلك وغيره أدى إلى ارتفاع في مستوى وعي الشيعة لذاتهم في الشكل والمضمون، وبطبيعة الحال انسحب ذلك على محاور هذا الوعي الحركية، وأعني بذلك المحاور التي من شأنها أن تعزز الحراك الشيعي وتنمّيه وتعزّزه وتقوّيه، مما عاد على ثلة من المواضيع بتطور نوعي كماً وكيفاً في هذه المحاور كما نلمس ذلك في محاور الولاء لأهل البيت عليهم السلام، والبراءة من أعدائهم، والشعار الحسيني، والموضوع المهدوي، والمرجعية الدينية على وجه الخصوص، إذ يلحظ أن كل محور من هذه المحاور له مدخلية أساسية في مسائل الحراك الشيعي المعاصر، وحينما أشير إلى ذلك لا أشير إلى كل المظاهر الخاصة التي قد ترتبط بهذا المحور أو ذاك، فقد نعثر في واقعنا على بعض السلبيات التي تشوب جانباً من التفصيل المتعلقة بها، ولكن أشير إلى المظاهر العامة التي لا شك أنها تعطينا صورة واعدة للتكامل في تفاصيلها في المستقبل، وقد حظي بفضل الله الموضوع المهدوي بأهمية خاصة من بعد الشعار الحسيني لمدخليته الكبيرة في الواقع الذي يحياه شيعة أهل البيت علهم السلام، فمن جهة تصدي العلماء والمبلغين، وانتعاش الآمال الكبيرة نتيجة لحراك العلامات الخاصة بالظهور الشريف لاسيما في الشام، والاستهداف المعادي والذي يجعل الإنسان بطبيعته يفتش عن مقومات الدفاع فضلاً عن الخلاص وما يجده في القضية المهدوية من عطاءات ثرّة في هذا المجال، وناهيك عن سلبية بعض الأداءات هنا وهناك ودور الضغوط الاجتماعية السياسية والتي تؤدي بالناس في العادة إلى البحث عن الأفضل، ولا أفضلية أعلى من التعلّق بأئمة الهدى صلوات الله عليهم، وبالخصوص بالمنقذ منهم روحي وأرواح العالمين لهم الفدا، ولم يك كل ذلك معزولاً عن حراكات متشابهة في الواقع السني والمسيحي واليهودي، ففي هذه الساحة ثمة حراكات متشابهة في المضمون بالرغم من الاختلافات في الشكل، ففي كل هذه الحراكت ثمة بحث عن المنقذ، وهذا ما كان له دخل بطريقة ما على اتجاهات فنية امتدت حتى هوليود وصناعة السينما العالمية والتي شهدت وبطريقة ملحوظة اهتماماً بالمنقذ أو المخلص أو المختار أو ما إلى ذلك من أسماء في كل دلالاتها تصبّ في إثراء الاهتمام في الشارع الشيعي الذي يتميز بأن له منهجاً متكاملاً في التعامل مع هذه القضايا.

وبالرغم من انتشار الحديث عن الإمام صلوات الله عليه في منتديات كثيرة، إلا أن من الواضح جداً أن المنتظرين ما زالوا أمام مهمة كبيرة في ترشيد الوعي في هذه القضية، إذ من الملاحظ وجود أوهام كثيرة في القواعد الشعبية للمنتظرين، ووجود منحرفين كثر على هامش هذه القضية، ما بين جاحد وبين أفاك مفتر، ووجود فهم مريض في أوساط نخب متعددة عملت ولا زالت تعمل على تحويل القضية المهدوية إلى مجرد تنظير فكري، دون تحويل القضية إلى حراك عملي، وغير ذلك من أمراض تعاني منها الساحة الداخلية للمنتظرين.

وأمام الجميع مهمة أعظم من كل ذلك وهي تكريس سبل وآليات الاستعداد الموضوعي للتعامل مع استحقاقات حراك العلامات، إذ من البيّن أننا أمام توجهين، أولهما يتحدث عن أن الظهور الشريف بات في الأفق القريب جداً، وثانيهما من لا يتحدث بذلك بل يكل الأمور إلى مجهول، ومع وضوح الاختلاف في التشخيص إلا أن ذلك لا يمنع من تكريس هذه السبل وتلك الآليات، فعلى مبنى التوجه الأول ووفق معطيات ساحتنا الواقعية فإن عملية الاستعداد في صراع جاد مع الزمن، ووفق التوجه الثاني وأيضاً وفق معطيات ساحتنا الواقعية فإن عملية الإستعداد ستعزز من قوة المؤمنين وتثري ارتباط المؤمنين بإمامهم روحي وأرواح العالمين له الفدا، من دون أن يتشكل أي أثر مضرّ او يتخلف أثر سلبي على الحراك العام في الساحة.

وبالرغم من وجود اختلافات متعددة في تحليل العلامات إلا أني أشعر بالتفاؤل الكبير في أن تسهم هذه الأمور بدفع المزيد من الزخم للمهتمين في واقع هذه القضية، فالاختلاف في التحليل مهما بدا شديداً فهو ينتهي مع الزمن، إذ أن الواقع سيأتي وهو سيكون فيصلاً في حسم اتجاهات التحليل، والمهم بالنسبة لجميع الفضلاء والأخوة الذين يحللون هذه العلامات مع التباين الواضح في اتجاهاتهم، أن يعملوا على تعزيز الوعي بنفس القضية ويعملون بهذه التحليلات على رفد ساحة الوعي المهدوي بالتعلّق بأصل موضوع العلامات، فما العلامات فضلاً عن تحليلاتها إلا دلالات على الطريق، والعبرة في كل ذلك هو صاحب الطريق، ومن وضعت هذه العلامات من أجله صلوات الله عليه.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
40 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :9009
عدد زوار الموقع الكلي: 27024707
كلمات مضيئة
الإمام الباقر عليه السلام: إنما يعرف القرآن من خوطب به