(ga منتظرات ٢): كل الروايات تشير الى مشاكل ومعارك وفتنه في الشام فهل سبب هذا هو أن الشام كانت أموية، يعني ما فعله معاويه وبعده يزيد لعنهم الله جميعا هو السبب في هذا الوضع وما سيؤل اليه حال الشام؟
الجواب: هذا الأمر ليس حصرياً بالشام، فقد ذكر عن العراق بأكثر مما ذكر عن الشام، وما يجب أن يكون معلوماً أن المعصوم صلوات الله عليه في حديثه عن هذا البلد أو ذاك لا يمارس دور المؤرخ للمستقبل، بحيث يطلب منه أن يتحدث عن كل البلدان، بل إن حديثه محدد بدوره في عملية الهداية الربانية، ولهذا نرى أن حديثه صلوات الله عليه عن العلامات اقتصر إلى حد كبير على البلدان الاساسية التي ستشهد حراك هذه العلامات وهي في الغالب مقتصرة على العراق والشام وتركيا وإيران والجزيرة العربية، مع حديث مختصر وجزئي جداً عن دول أخرى، وعليه فإن الحديث عن الشام يأخذ هذا المنحى، ولذلك اعتبرت الروايات مجريات حوادث الشام والفتن التي تكتنفها فاتحة لحراك العلامات ومرافقة لكثير من العلامات الاخرى، وهي في الروايات يمتد فيها حراك الاحداث من أول الموجة الاخيرة الاساسية للعلامات حتى وقت متأخر عن الظهور الشريف، وأقصد بالموجة الاخيرة للعلامات تمييزاً لها عن احاديث كثيرة عن العلامات ذكرت دون اتساق زمني، بينما الموجة الاخيرة هي التي وصفت بنظام الخرز الذي يتبع بعضه بعضاً، ولأهمية ما يجري فيها أن العديد من أحداثها ستمثل فرجاً للمؤمنين وهلاكاً لاعدائهم، وقد دلل الواقع على ذلك ولا زال يفعل.
أما ما هي الأسباب؟ وهل أن ما يجري الآن له علاقة بما فعله بنو أمية؟ فأحسب أن لا ترابط بالمعنى الخاص بين تلك البرهة وبين الوضع الحالي، نعم ما يجري من فتن في بلداننا ومنها الشام هي انعكاسات لحركة الظلم وسجالها مع حراك المظلومين.