سلام العراقي (جامع براثا): ما صحة رواية ظهور يد في السماء بعنوانها علامة من علامات الظهور الشريف؟
الجواب: بين يدينا عدة روايات تتحدث عن ذلك، وقد وردت في طرق الشيعة والسنة، وبألفاظ مختلفة، وهذه الروايات قسم منها أشار إلى وقت محدد قريب جداً من الظهور الشريف، وقسم منها أشار إلى الحدث دون قرنه بوقت محدد، ومما لاشك أن بعض هذه الروايات صحيح من الناحية السندية، وللحديث عن ذلك هناك مطلبان الأول في طبيعته الروائية، وهو أمر فصلناه في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور ص357، وكذلك في كتابنا راية اليماني الموعود ص 223، ولكن لا بأس بذكر بعض من هذه الروايات وأول هذه الروايات نجد فيها أن الإمام الرضا صلوات الله عليه يحدد وقتاً محدداً لها، ففي صحيحة الحسن بن محبوب رضوان الله عليه يقول الإمام الرضا عليه السلام في معرض ذكره لثلاثة ومضات ملكوتية في شهر رجب قال: والثالث: يرون يداً بارزا مع قرن الشمس.[1]
وفي رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب: قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.[2]
ومراده بالصيحة هنا هو الصيحة الجبرائيلية، مما يعني أن هذه العلامة تكون في رجب الذي يأتي من بعد خروج السفياني عليه لعائن الله بسنة واحدة.
وفي رواية عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قبل القائم خمس علامات: السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكفّ تقول كذا وكذا.[3]
وبعض هذه الروايات وردت بدون إشارة إلى زمن محدد كما هو الحال في رواية زياد بن مروان القندي عن غير واحد من أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: وكف تطلع من السماء من المحتوم.[4]
ومثل هذه الروايات وردت أيضاً في كتب العامة فلقد روى نُعيم بن حمّاد بسنده لسعيد بن المسيب وهو من رواة حديث الإمام زين العابدين عليه السلام قال: تكون فرقة واختلاف حتى يطلع كفّ من السماء.[5]
وكذلك روى الزهري عن أسماء بنت عميس رضوان الله عليها قولها: إن إمارة ذلك اليوم أن كفّاً من السماء مدلّاة ينظر إليها الناس.[6]
وما من ضرورة ليكون شكل الكف من سنخ الكف الآدمية ولونها، بل يمكن أن نتعامل مع كل التقديرات التي تدخل ضمن طبيعيات النظام الفلكي، إذ أن أغلب الظن أن هذه الأمور ستأخذ مجرى التشكّلات الكونية ومن دون الحاجة إلى منطق المعاجز، ليكون الحديث المبكّر عنها وقبل حصولها هو الذي يعجز العقل البشري الاعتيادي.
ولو صحّ ذلك فإن ما كشفته وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) من صور لما عبّر عنه باليد الكونية يقدّم لنا مقاربة لما يمكن أن يحصل يومئذ، وخلاصة الخبر أن النجوم النيترونية ونتيجة لحركتها المغزلية الشديدة تطلق طاقة هائلة تتشكل وفق هياكل متعددة، وكان آخرها ما رصده مرصد تشاندرا للأشعة السينية وهو أن نجمة نيوترونية أطلقت طاقة تشكل منها مجال مغناطيسي هائل أخذ رونقه على شكل كف يدوية بلون أزرق وكأنها صورة لكف من تحت الأشعة (X Ray) وكان حجم هذه الكف ما يقدّر ب150 سنة ضوئية. (http://www.nasa.gov/multimedia/imagegallery/image_feature_1323.html)
لا شك أن ما تحدّثت عنه وكالة الفضاء الأمريكية لا يتحدث عن الروايات التي زامنت بروز هذه اليد في شهر رجب الذي يأتي من بعد خروج السفياني بعام، لوضوح أن السفياني لا زال لم يخرج بعد، ولكن يمكن للروايات التي لم تقرن بروز هذه الكف بهذا الزمن أن نجد لها تجلياً واضحاً فيما أشارت إليه وكالة الناسا، ومهما افترضنا فلا شك أن ما كشفته الناسا قدّم لنا مقاربة علمية واضحة لما يمكن أن يجري في تجسيد هذه العلامات.
[1] غيبة النعماني: 186 ب10 ح28، ودلائل الإمامة: 242.
[2] غيبة النعماني: 261 ب14 ح10.
[3] دلائل الإمامة: 257.
[4] غيبة النعماني: 266 ب14 ح15.
[5] الفتن: 189.
[6] الفتن: 190.