Kadhem ـ سيدني (الموقع الخاص): كيف نعلم علم اليقين أن اليماني الذي يدخل إلى العراق أنه هو المقصود دون سواه، لأن من المؤكد أن اعداء أهل البيت لن يتركوا هذا الأمر بدون تضلييل للعامة من العراقيين، هل له علامة مميزة نتعرف عليه من خلالها؟ وكيف نعلم أنه هو الذي أرسله الإمام المهدي عليه السلام كما جاء في روايات اهل البيت عليهم السلام؟ لأن شخصية اليماني شخصية غير واضحة في روايات أهل البيت عكس الخراساني والسفياني فلهم أوصاف كثيرة تدلّ عليهم؟
الجواب: أولاً اليماني لا يدخل إلى العراق بل هو من العراق وفيه، وذلك لأننا أقمنا الدليل في أبحاثنا المتعددة حول اليماني الموعود على استحالة إتيانه من خارج العراق في وقت خروجه، ووجدنا كل أدلة القول بأنه يفد إلى العراق وقت خروجه لا تصمد أمام عملية التدقيق.
ثانياً: لا يوجد أي مستند روائي يشير إلى أن الإمام المهدي روحي فداه هو الذي يرسل اليماني، بل الدليل قائم على خلافه، لأن وقت خروج هذا العبد الصالح سيكون الحديث عن رؤية الإمام صلوات الله عليه والسفارة عنه من الممنوعات.
ثالثا: إذا كان المقصود بحديثكم عن عدم وضوح شخصية اليماني في الروايات من حيث المنهج، فإن العكس هو الصحيح، لأن الحديث عنه جرى بشكل مكثف، فهو أهدى الرايات، وهو الذي لا يجوز الإلتواء عليه، وهو الذي لا يدعو إلا للإمام صلوات الله عليه، وهو الذي يدعو إلى صراط مستقيم.. الى آخر ما جرى فيه وصفه في الروايات، أما إن كان مرادكم أنه لم يجر التعريف به، فكلامكم صحيح وذلك لما نحتمله من أن الرجل ليس بصاحب دولة، ولذلك أبهمت الروايات الحديث عن شخصيته كي لا يتم رصده من قبل أعداء الإمام روحي لمقدمه الفدا.
أما كيفية التعرف عليه، فإن الروايات وصفت زمانه وحركته بشكل دقيق، ولهذا فإن تتبع حركته من خلال علامات زمانه يعدّ من الشواخص المهمة، فهو مثله مثل السفياني والخراساني يأتي بعد سلسلة من الاحداث التي وصفت بأنها سلسلة كنظام الخرز (المسبحة) يتبع بعضها بعضاً، وتتحرك رايات هؤلاء الثلاثة في وقت واحد كما تم وصفها في الروايات: في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد، ومثل هذا الأمر من شأن متابعته أن تعطينا وضوحاً كبيراً عن علامات تشخيصه، لا سيما وأن الأحداث التي جرى التأكيد على أسبقيتها على خروجه هي من سنخ الأحداث التي لا يمكن للإنسان أن يذهل عنها كما هو الحال في التفجير النووي في الشام وفي الحرب العالمية وفي زلزال دمشق والاحتلال التركي لجزء من سوريا وكلها ليست من الصنف المعتاد أن يذهل عنها الإنسان ولا ينتبه لها، كما وأن تشخيص حركته المتجهة إلى الكوفة في هذا الزمان هو الذي يؤكد لنا ان المراد بهذا المتحرك هو اليماني الموعود.
على أن النظر لطبيعة الشخصية المشار إليها من حيث ما يعرف عن منهج اليماني بكونه اهدى الرايات، وهذا المنهج كما أشرنا في محاضرات عدة يستلزم جملة من الشرائط الفكرية والتشريعية والموضوعية والسلوكية يجب توفرها في الشخص، فالهدى بصورته العامة فضلاً عن صورته الخاصة المعبّر عنها بأهدى الرايات ليس مجرد فكرة تجريدية بل هي واقع له مصداق يتحرك، ويمكن من خلال مراقبة توفر هذه الشرائط في شخصية الشخص المعني أن نستدل بمزيد من الدقة وبمعية الشرائط الزمانية والمكانية عليه.
ولم يتأكد لنا سبيلاً آخر للتعرف عليه، ففي العادة أن يكون المخبر صادقاً في مثل هذه الحالات، وبالتالي فسنكون أمام أحد ثلاثة احتمالات، الأول منها أن يكون الإمام صلوات الله عليه هو الذي يدلّ عليه، وهنا مع وضوح اننا لا نمتلك أي دليل روائي يقوي ذلك، إلا ان الحديث عن تصدي الإمام روحي فداه لمثل ذلك يستلزم إما الظهور المباشر أو تكليفه لأحد غيره، وكلاهما ممنوعان، فأما الظهور فهو واضح لعدم حيانه، وأما تكليفه لأحد غيره سواء كان ذلك عبر شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص، فممنوع هو الاخر لأنه يستلزم القول بالسفارة وهو ممنوع لأنه لا سفارة بعد السفير الرابع.
الثاني: أن يكون المرجع المتصدي او أحد الموثوقين به اجتماعياً هو الذي يتصدى لذلك، وهنا سينعدم الدليل، فإن قال المرجع بان الإمام صلوات الله عليه دلّه على ذلك فقد وقع في محذور السفارة، وإن قال بعدم الدليل اللهم إلا الحدس والظن، فإن الظن لن يغني عن الحق شيئاً.
الثالث: أن يحصل العلم لدى شخص ما كأن يرى رؤية صادقة أن فلاناً هو اليماني، وهذه مهما بلغت قوتها تبقى في احسن الأحوال خاصة بمن رأى لا بمن قصّ عليه رؤياه.
ومعه يتبين أن لا سبيل للتعرف عليه إلا من خلال حركته وطبيعة منهجه وزمانه.