zein (البريد الخاص بالموقع): أود السؤال عن تفسير الأحاديث الواردة عن الصيحة في شهر رمضان فقد أثبت لدينا ان الصيحة تكون في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، بينما ورد في بعض مصادر أهل السنة أن هناك صيحة أو هدة أو صوت على اختلاف المصادر في الخامس عشر من شهر رمضان، وذكرت بعض المصادر أن هذا الصوت هو صوت جبرائيل عليه السلام بينما لم يرد في روايات اهل البيت عليهم السلام إشارة الى صيحة في الخامس عشر من شهر رمضان، فهل تتفضل بتوضيح ذلك؟ وهل برأيك أن هذه الصيحة أو الهدة متعلقة بأهل الأرض عموما وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باتخاذ عدة تدابير عند سماعها؟ أم متعلقة بأهل الحجاز أو الشام؟.
الجواب: هناك فرق واضح بين الصيحة الجبرائيلية، وبين الصيحة والصوت والهدة التي أشرتم إليها والتي ذكرت مصادر العامة بأنها تحصل في الخامس عشر من شهر رمضان، فالأولى تحصل بعد خروج السفياني وقبل خروج الإمام صلوات الله عليه، بينما الثانية فهي قبل خروج السفياني، وكذلك فإن الأولى تسمع في كل العالم، بينما الثانية فستكون خاصة بالشام، ولهذا فإن ما أشرتم إليه في شأن التدابير الوارد ذكرها في عدة احاديث نبوية في مصادر العامة تبقى هي خاصة أيضاً بالشام.
وفي الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور فصّلنا الحديث عن ذلك وأشرنا إلى أن الصيحة المشار لها في خصوص الشام هي الصوت المنبعث عن تفجير نووي يستهدفها، وقد أشير إليها في عدة روايات صحيحة أو موثّقة في مصادر أهل البيت عليهم السلام، كما في حديث الإمام الباقر عليه السلام الذي يرويه عن جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله عليه وفيه الحديث عن الصوت الذي يأتي بالفتح،[1] أو عن الصوت الذي فيه فرج عظيم لكم كما في رواية محمد بن مسلم عنه صلوات الله عليه،[2] وأشارت إليه أحاديث رغم ضعف سند بعضها إلّا أنها دالة عليها كما في الحديث المروي عن أبي بصير عن الإمام الباقر في حديثه عن نار تشبه الهُردي العظيم،[3] أو في حديث الإمام أمير المؤمنين عليه عن الرجفة التي يهلك بها مئة ألف في الشام والتي تكون رحمة للمؤمنين ونقمة على الكافرين[4]، ولم يوقّت حديث أهل البيت صلوات الله عليهم لها كما وقّتت لها أحاديث العامة، ولكن في حديث أمير المؤمنين نجد وصفاً للحالة يشير إلى أن احتدام الصراع بين جيشين في دمشق هو الذي ينبئ عن هذه العلامة والتي نعتبرها أهم العلامات لأنها تعطينا المجال الواسع لحساب الوقت بدقة، ومن هنا وصفت في حديث الإمام الباقر عليه السلام بالفتح، وتكون هي في فاتحة أحداث وصفت بتسلسلها تنتهي بخروج السفياني الذي سيكون في شهر رجب الذي يلي هذا التفجير.
[1] غيبة النعماني: 289 ب14 ح68.
[2] غيبة النعماني:288 ب14 ح66.
[3] غيبة النعماني: 262 ب14 ح13.
[4] غيبة النعماني: 317 ب18 ح16، وغيبة الطوسي: 461 ح476.