أبو محمد الخفاجي ـ البصرة (الموقع الخاص): الحراك الجاري في المنطقه الغربيه في العراق هل له علاقه بأنصار السفياني أو أحداث الشام؟.
الجواب: المنطقة الغربية أشير إليها في الروايات عبر ثلاثة أنماط، فالنمط الأول أشير إليه من خلال حرب بني قيس، وتاريخيا فإن كل المنطقة الغربية بمعية الجزيرة السورية تسمى بأراضي بني قيس، وبنو قيس العدنانيين من أولاد قيس عيلان لا زال عدد وافر منهم يسكن هذه المنطقة ومنهم بنو جيس المعاصرين، والقحطانيين من أبناء قيس بن عنان وهم الجبور وأولاد عمومتهم من شمر والدليم، والأحاديث وافرة باشتراك بنو قيس في أحداث ما قبل السفياني وفي أحداث معركة قرقيسياء وسيشتركون فيها مع حليفهم التركي، وفي أحداث ما بعد السفياني في العراق من بعد إنكسارهم في أحداث قرقيسياء.
أما النمط الثاني فهو المشار إليه بقضية عوف السلمي، وهو أحد قياداتهم الذي يكون له شأن سياسي مستقل عن بغداد بنمط من أنماط الاستقلال السياسي والأمني، وهو من أهل شمال الجزيرة الموصلية ويكون مقره في تكريت، ثم يتحطم هذا الشأن باقتحام السفياني للعراق حيث يتم اعتقاله واعدامه في دمشق، وبنو سلمة في المنطقة المشار إليها هم الجبور.
أما النمط الثالث، فهو ما أشير إليه من ملاحقة السفياني لبني قيس من بعد معركة قرقيساء وامتداد هذه الملاحقة لمنطقة عكركوف في شمال بغداد، وارتكابه مجازر كبيرة بهم خاصة ما يشار إليه بمعركة نهر الدجيل وصولاً إلى عكركوف وهي تمتد بتسميات اليوم من منطقة الاسحاقي جنوب سامراء وحتى أبي غريب.
وبناء على كل ذلك، فلو سلمنا بأن أحداث الشام التي أشير إليها في الروايات هي ما نشهده اليوم، فإن ما لا ريب فيه أن حراك المنطقة الغربية هذا هو لصيق الصلة بما أشير إليه في الروايات ونهايتها أن يكون التباعد بين المنطقة وبين بغداد في حالة مطردة عما هي عليها الآن.