سليم (الموقع الخاص): ما قصة عوف السلمي؟ وهل أن خروجه يسبق السفياني أو يليه؟
الجواب: ورد اسم عوف السلمي في رواية واحدة، أوردها الشيخ الطوسي بشكل مرسل عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: قلت لزين العابدين عليه السلام: صف لي خروج المهدي وعرّفني دلائله وعلاماته؟.
فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك.[1]
والرواية كما ترى تشير إلى أن الرجل من منطقة الجزيرة، ويبدو أن الجزيرة هنا هي جزيرة الموصل، وليس جزيرة الشام بدلالة ما أشير إلى محل اقامته في تكريت، كما وأن السلميين في هذه المنطقة هم الجبور، ولو أخذنا الرواية على ما فيها من اضطراب، باعتبار أنها تشير إلى وجود الإمام المهدي عليه السلام قبل ظهور السفياني وهو مما لا شك في بطلانه، فإن الرواية تشير إلى أن عوف السلمي هذا سيقوم بحركة سياسية أو عسكرية في هذه المنطقة، ويقيم كياناً سياسياً أو أمنياً قبل ظهور السفياني الموعود، ويليه في الظهور شعيب بن صالح ثم السفياني وهذا أيضا ما يؤكد الاضطراب في الرواية لأن شعيب بن صالح هو قائد جيش الخراساني الموعود، ولا يظهر إلا بعد خروج السفياني لوضوح ان خروج السفياني والخراساني واليماني في يوم واحد في شهر واحد في عام واحد كما أشير إلى ذلك في رواية الإمام الباقر عليه السلام، ولكن على أي حال فإن من المؤكد أن خروجه سيكون قبل السفياني، ولكن وجود الإشارة إلى مقتله في مسجد دمشق يعزز الاعتقاد بأن مقتله سيكون بعد دخول جيش السفياني إلى العراق واجتياحه لتكريت، لأن من المسلم أن الشام قبل السفياني ستكون في مهب صراع الأبقع والأصهب، مما يجعل قتله في مسجد دمشق مريباً في تلك الفترة، اللهم إلّا أن نفترض أنه قائد مجاميع عسكرية عراقية تخوض صراعاً في داخل الشام وهو بعيد، وحيث ان الشام واضطرابها لا ينتهي إلا على يد السفياني حال انتهائه من معركة الكور الخمسة، ولأن السفياني سيقتحم تكريت، مما يجعل الاحتمال الأقرب هو أن يتم اعتقاله في تكريت من قبل جيش السفياني ويتم ارساله إلى دمشق ليتم قتله من بعد ذلك، والله العالم.
وقد توهم البعض بأن عوفاً هذا هو راية هدى، وكما ترى لا يوجد دليل على ذلك، بل الأقرب هو عدم هداه أصلاً وإن كان قتله على يد السفياني، لأن المنطقة المشار إليها هي حاضنة من حواضن المعادين لأهل البيت عليهم السلام، ومجرد قتله من قبل السفياني او جيشه لا يدل على هدى، لأنه كما أسلفنا في غير مرة أن السفياني سيقاتل النواصب قتالاً مريراً وسيحطم شوكتهم.
وما جاء في الرواية بشأن خروج شعيب بن صالح من سمرقند، فإن المقصود بها سمرقند العراقية وهي قرية من قرى الحدود الشرقية لواسط (كسكر) كما يشير إلى ذلك الحموي في معجم البلدان، وليس كما تصوره البعض بأنها سمرقند التاجيكستانية، خاصة وأن موضوع شعيب بن صالح قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه منحصر في قيادة جيش الخراساني المنقذ للعراق من السفياني.
[1] غيبة الشيخ الطوسي: 444 ح437.