جعفر المرشدي (الموقع الخاص): سوالي هل هذا هو زمان المهدي عج ؟وكيف يعرف ؟
الجواب: لا شك ان أمر إمام الزمان صلوات الله عليه وظهوره متعلق بالله تعالى وبما يتلائم مع مقتضيات مصلحة الهداية الربانية التي أؤتمن عليها الإمام روحي فداه، ولذلك كتوقيت محدد لا يملك المرء أي مجال للقطع به من هذه الزواية، فهي زاوية غيب يعود شأنها لمن أؤتمن على هذا الغيب وهو المعصوم صلوات الله عليه، ولكن من زاوية ما أتاحه أئمة الهدى صلوات الله عليهم من روايات تتعلق بعلامات ظهوره، فإني لا أشك أن هذا الزمان هو أوفق الأزمنة ببيئة هذه الروايات وأكثرها تحقيقاً لشرائطها الموضوعية، ويعطينا سياق الأحداث المحلية والاقليمية والدولية واتجاهاتها زخماً متواصلاً وأملاً متنامياً وبخطىً أكثر ثباتاً بشأن هذا الزمان وخصوصيته، كما أن تناسق المتناثر في هذه الأحداث وتواصل الإنسجام بين المبعثر منها يثري لدينا التأكيد حول ذلك.
اما كيف يعرف صلوات الله عليه؟
ربما يمكن أن نعزي ذلك لثلاثة عوامل رئيسية أولها يتعلق به صلوات الله عليه وبما يقدّمه من أدلة وبراهين على طبيعة هويته ومقامه مثله مثل أي إمام أو حجة، والروايات ربما أشارت إلى أولى الحجج التي سيقدمها في التدليل على مقامه وذلك من خلال إعادته فتح ملف مظلومية الزهراء البتول صلوات الله عليها وكذا ملف قصة الإفك، وامثال ذلك مما لا يمكن لبشر عادي أن يقوم بها.
وثانيها ما يتعلق بما ذكر من براهين ملكوتية كالصيحة الجبرائيلية وما يتعلق بأحداث شهر رجب التي تبرز في السماء من اصوات واشكال وما الى ذلك من البراهين التي لا مجال لنسبتها للافعال البشرية.
وثالثها طبيعة الدلالات التي توفرها علامات الظهور وما تنطوي عملية تحققها من براهين وادلة وحجج.
ومما لا شك فيه أن العامل المتعلق به وما يظهره بنفسه هو الاعظم من الادلة لكونه يقرن الدليل بالتشخيص، فيما لا نلاحظ في العنصر الثاني والثالث دلالة على التشخيص، ومن البيّن أن العامل المتعلق بالسماء أوضح دلالة في تشخيص الاسم لا المسمى، من العامل الثالث الذي يخلو من التدليل على الاسم فضلاًعن المسمى.
ومهما يكن فإن كل هذه الأمور تستدعي التسلح بالمعرفة التي وفرها اهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم عبر احاديثهم عن ثقافة العلامات وفلسفتها ودلالاتها، فإنها توفر أرضية معرفية قوية على هذا الصعيد.