زهر ـ أمريكا (الموقع الخاص): هل يوجد في الروايات ما يدل على وجود الدعوة السرية للامام عجل الله فرجه قبيل خروجه وكيفية اتصاله باصحابه وبالخصوص اليماني والخرساني قبل خروجهما؟
الجواب: بخصوص اليماني والخراساني فلا توجد أية رواية تشير إلى ذلك، ولكن القدر المسلّم به أن الإمام صلوات الله عليه يتصل بمن يريد التواصل معهم، سواء في زمن أوائل الغيبة الكبرى أو في بقية الأزمنة فمما لا شك فيه أنه لا حيلولة أمامه في هذا المجال، وقصة اتصاله بإبراهيم بن علي بن مهزيار والشيخ ابن قُولويه والشيخ المفيد من المتقدمين، أو بامثال السيد مهدي بحر العلوم الكبير رضوان الله عليهم مما شاع وانتشر صيته بين الثقات، ويسري عليه المئات من غيرهم، ولكن طبيعة التواصل هذا لا نمط خاص له، فقد يكون اتصالاً مباشراً كما هو الحال مع ابن مهزيار أو السيد بحر العلوم، أو غير مباشر كما هو الحال في إجابته لأسئلة الشيخ ابن قُولويه في قصة إعادة الحجر الأسود لموضعه بعد سرقته من قبل القرامطة، وتظهر لنا قصة ابن مهزيار أن للإمام خدم خاص به يمارسون عملية التواصل هذه، وهي الأخرى تتم بأساليب مختلفة، فقد يفصح الخادم الخاص للإمام صلوات الله عليه عن ذلك، أو يخفي الأمر ولكنه يوصل الرسالة التي يريد الإمام روحي فداه إبلاغها، وقد يرى الناس الإمام بأبي وأمي ولا يكتشفون أنه الإمام صلوات الله عليه إلّا بعد رحيله عنهم، وهذه الأكثر شياعاً بين الثقات، وقد يكون ذلك عبر الرؤى الصادقة أو المكاشفات والتي قد تحدث معه عليه السلام مباشرة، أو مع أحد أعوانه، ومن الوضح أن المكاشفة تختلف عن الرؤيا الصادقة، فالمكاشفة تتم عبر الإنفتاح على مكان مختلف كلية عن مكان من يراها، وتتم في حال اليقظة وليس في حال المنام، وكل ذلك لا علاقة له بممنوعية المشاهدة، فلقد ذكرنا أكثر من مرة أن المشاهدة الممنوعة الواردة في التوقيع الشريف الصادر للسفير الرابع رضوان الله عليه: ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر،[1] هي المشاهدة التي تخص حالات التشريع بمعنى أن المدّعي يتحدث عن أن الإمام صلوات الله عليه أمره بكذا وقال له كذا من الأمور التي تدخل في المسائل التشريعية سيّان في ذلك أن تكون عبادية أو مما يدخل في المعاملات، إذ أن من المسلّم به أن هذا هو الممنوع في المشاهدة أما محض الرؤيا أو المكاشفة أو ما إلى ذلك مما لا يدخل في هذا المجال فمما لا ريب في وقوعه وحصوله.
وعلى أي حال فإن الإمام صلوات الله عليه يتواصل مع شيعته بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة وبشرائح مختلفة، وما من دليل على أن من يتم التواصل معه يكون علامة على تديّنه أو تقواه، فقد تكون عملية التواصل لزجره ونهيه عما يقوم به، أما بخصوص اليماني أو الخراساني فلا دليل روائي لدينا لكنهما كما بقية شيعة الإمام صلوات الله عليه يتوافرون على فرص الإمكان.
[1] غيبة الشيخ الطوسي: 395 ح365.