عمار ضياء نور ـ ماليزيا (الموقع الخاص): سمعت في إحدى المرات في عام 2005 من سماحة السيد سامي البدري أن بيننا وبين ظهور الإمام المهدي هو سقوط الدولة العلوية في سوريا، وأن جميع العلامات الرئيسية تحققت، وهل تعتقدون بأن سوريا سوف تسقط؟ وسمعت أن الشيعة في الحكم في العراق هم باقون في الحكم، فما رأي سماحتكم حول وجه نظر السيد؟ ويعتقد السيد أن اهل العراق هم أكثر نصرة للمهدي من أهل إيران عكس مايعتقد الشيخ الكوراني.
الجواب: ما يبدو من سياق الأحداث المشار إليها في الروايات أن سقوط الدولة العلوية لا وجود له، بل إن بقاءها متسالم عليه من خلال الحديث عن استمرار صراع الأبقع والأصهب إلى ما بعد خروج السفياني، ومن خلال الدلائل المتعددة في الروايات الشريفة بخصوص مصير شيعة أهل البيت في سوريا وفي لبنان بعد خروج السفياني فإن الأحاديث تشير إلى أن الله سيؤمنهم منه، وليس إلى بليتهم به، بل إن حديث الكور الخمسة وصراعها مع السفياني يشير إلى أن المعركة ستكون مع غير شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم في عهد السفياني .
ومع جلّ احترامنا إلى سماحة السيد البدري حفظه الله تعالى، ولكن في تصوري إن الحديث عن تحقق العلامات الرئيسية مبكر الآن، نعم إرهاصات تحققها تبدو لي واضحة للغاية، ولا مجال للتحدث عن تحقق العلامات الرئيسية قبل تفجير الشام.
أما الحديث عن بقاء شيعة العراق في الحكم صورة عامة، فيبدو لي أن ذلك صحيح، ولا توجد إشارة إلى حكم غيرهم، اللهم إلّا ما يُشار في رواية عوف السلمي التي تشعر بأن كياناً سنياً سيتشكل في تكريت له نمط من أنماط الإستقلالية عن بغداد يقوده رجل من أهل الجزيرة الموصلية، والسلميين في تلك المناطق هم الجبور.
أما حديث نصرة أهل العراق للإمام صلوات الله عليه فهي من المفروغ عنها، وقياساً للفارق بين أعداد السكان بين العراق وإيران، فإن الكثرة الكاثرة من أهل العراق هي التي ستكون مناصرة، وهم من بعد ذلك سيكونون الحاضنة المركزية لدولة الإمام صلوات الله عليه، ولا وجود للنصرة الميدانية قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه في غير هذين البلدين الكريمين، لأن العراق سيناصر اليماني الموعود والذي نؤكد على عراقيته وعراقية جيشه، وإيران بقيادة الخراساني هي الأخرى ستكون مناصرة بوجه هجوم ابن آكلة الأكباد على بغداد، وبقية البلدان ستنتظر حتى خروج الإمام صلوات الله عليه، وأول من سيبدي هذه النصرة من بعد أصحاب الإمام روحي فداه الخاصين هم شيعة الحجاز[1] على ما يبدو، والذين سيتقدم منهم فور نهوض الإمام صلوات الله عليه 10 آلاف مقاتل وفق ما تشير إليه الروايات، وعلى أي حال من أين أتت النصرة ففيها الخير والبركة، ولا نؤمن بالاعتبارات القومية أو الوطنية في مجالات النصرة، فكل الفخر في مجال النصرة لبقية الله الأعظم هو لشيعة أهل البيت عليهم السلام، من أي بلد أو شعب كانوا زادهم الله شرفاً وخذل أعداءهم ورد كيدهم إلى نحورهم.
ومع كامل تقديرنا لجهود سماحة الشيخ الكوراني حفظه الله تعالى وأيّده إلا أن من الواضح أن لدينا آراء تختلف عن آرائه في غالبية تحليلاته في مجالات القضية المهدوية.
وبمعزل عن الاختلاف والاتفاق فإن جهود العلماء الأفاضل هي كالأريج في داخل روضة، كل يعطي شذاه وعطره.
[1] بما يشمل أهلنا في الإحساء والقطيف.