أم زهراء الصفار (منتظرات ٢): ما رأيكم بموثوقية الرواية التالية: لا بد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شئ، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب.
الجواب: الرواية من مختصات كتاب غيبة النعماني، وقد ورد ذكرها في موضعين من الكتاب أولها في غيبة النعماني: ١٩٨ ب١١ ح١، والثانية في: ٢٦٩ ب١٤ ح٢٤، وقد روى الرواية في أحد الموضعين بطريقين عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة وأحد هذين الطريقين رواه عن وهيب بن حفص الثقة عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السلام، وهذا الطريق موثق، أما الطريق الاخر فرواه عن ابن البطائني، عن أبيه وهو من زعماء الواقفة، ولكن الطائفة الشريفة عملت برواياته قبل انحرافه، ولهذا يؤخذ بالرواية من جهة وهيب بن حفص الموثق على الاقل.
أما محتوى الرواية فللوهلة الاولى تشير الرواية الى حرب تندلع من جهة اذربيجان، ولربما تكون هي التي تبتدؤها، وهذه الحرب تكون قريبة من الظهور الشريف، وتتسبب ظاهراً بأزمة تستعصي على الحل رغم الجهود التي ستبذل للحيلولة دون ذلك بل ستتفاقم، ويلوح لي من الدعوة الى عدم التحرك في تلك البرهة أن الرواية لا تدعو الى المشاركة فيها، ربما لكونها لا تطلب حقاً ولا تدفع ظلماً ولا علاقة لها بمعركة الهدى، ولعل الرواية تضمر بأن هناك من سيدعو للمشاركة فيها، فجاءت الرواية ناهية عن ذلك، ولكنها في عين الوقت تثير لفت الانتباه لما يرد بعدها وتدعو الى التحفز والاستعداد اليه، والله العالم.
يبقى أن نشير إلى أن مدلول اسم اذربايجان قد تغير على مر السنين فهي كدولة كانت تاريخياً تمتد إلى جزيرة القرم والقوقاز على البحر الأسود غرب روسيا وشمال تركيا، وكانت تتجاوز اذربيجان الحالية فتشمل اذربيجان الإيرانية الحالية وكانت الاخيرة هي مركز الأولى، وإن أريد بالاسم القومية فهي تشمل البقعة التي تتمدد عليها الأقوام التي تتكلم باللغة الآذرية.
اما اذربايجان الدولة المعاصرة فغالبية سكانها هم من الشيعة الامامية ولغتهم آذرية، ولكن الحكم الالحادي مسيطر عليهم منذ أيام الاحتلال الشيوعي لها، ولهذا تعتبر النزعة الدينية عندهم ضعيفة جداً، قياساً إلى بقية الحواضر الشيعية، وإن كانت شعائر الحسين عليه السلام تأخذ مداها المعتاد عندهم، إلا أنه يلحظ هيمنة التعليم الديني اللاشيعي على بعض المراكز التي قبلت الدولة بافتتاحها هناك، وغالب ذلك يعود الى أثر المال وتاثيره من أجل اصدار الموافقات التي تسمح بهذا الاختراق، وغالبيته في العادة يأتي من طريق تركيا، وعموما فان الحكم هناك لا زال شيوعياً متشدداً ضد الدين، وله ولاء متعدد الاتجاهات مع تركيا وروسيا ودويلة الصهاينة والامريكان، وعلاقتها مع الجمهورية الاسلامية حذرة الى مضادة ، وتعيش هذه الدولة مشكلة امنية مع مجاميع انفصالية في منطقة ناغورني قره باخ المدعومة من قبل ارمينيا.