أسئلة متعددة في الموقع الخاص وفي الفيسبوك حول هوية السفياني واسمه، منهم من أشار إلى رفعت الأسد، ومنهم من أشار إلى جورج صبرة، ومنهم من أشار إلى ملك الأردن الحالي، ومنهم من أشار إلى العرعور، ومنهم من أشار إلى الرئيس بشار الأسد!!.
الجواب: بالرغم من أن الامل وطيد في أن يكون عصرنا هذا هو عصر بزوغ الفجر الإلهي، إلا أن تحويل الأمل إلى واقع نعيشه يحتاج إلى دليل حاسم، ولا نعتقد لحد هذه اللحظة بأن الدليل الحاسم قد أصبح في متناول اليد، بالرغم من وجود إمارات كثيرة تعزز هذا الأمل، ولذلك فإن الاستعجال باسقاط الأسماء الواردة في أحاديث علامات الظهور على أسماء معاصرة هو مغامرة من دون طائل، وقد تفضي لنتائج في غاية السوء على الواقع التعبوي للأمة، وأنا في الوقت الذي أنصح الأخوة الكرام بعدم الانسياق وراء هذا الأمر ألفت الانتباه إلى منهج أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال، إذ ان هذا المنهج اعتمد نسقاً توجيهياً للإبتعاد عن عملية التشخيص قبل حيان الموعد الدقيق لظهورها، فحينما يُسأل الإمام الصادق عليه السلام من قبل عبد الله بن منصور البجلي عن اسم السفياني يجيبه صلوات الله عليه بالقول رادعاً: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك الكور الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج[1]
وحينما تظهر إحدى الرايات الثائرة للخوارج في اليمن قيل للإمام الصادق عليه السلام: نرجوا أن يكون هذا اليماني؟ قال: لا، اليماني يتوالى علياً وهذا يتبرأ منه.[2]
ووفق الروايتين نرى أن الإمام صلوات الله عليه يعمد إلى التركيز على متابعة الأحداث والمواصفات قبل متابعة الأسماء، فالأسماء مرتبطة بهذه الأحداث والمواصفات وليس العكس، مما يعني أن كل المحاولات التي نجدها في الساحة اليوم من اسقاط أسماء معاصرة على الأسماء الواردة في الروايات تبقى في أحسن الأحوال افتراضية وليست حاسمة، وبالتالي فإنه لا يجوز لنا الالتزام بما يترتب من التزامات ارتبطت بالأسماء الواردة في الروايات.
ولا أجد أي طائل من السعي لتشخيص الأسماء، فإن لم يك كل ذلك من أجل إرواء الفضول الذاتي، فإنه لا أقل ليس السبيل الوحيد لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للمرحلة التي ستتميز بها مرحلة تلك الأسماء، فلو قدّر أن معرفة السفياني تؤجج فينا روح الاستعداد، عندئذ نقول وهل أن الاستعداد مرتبط فقط بعهد السفياني أم أنه مرتبط بكل العهود، فتكليفنا مع إمامنا روحي فداه لا يرتبط بوجود فلان أو فلان، بل هو متعلق بكوننا ندين بالولاء له في كل الأحوال، والولاء لا نحدد سماته نحن، بحيث لا نفهم منه إلا الجانب العسكري أو ما إلى ذلك، بل الولاء يحدد من قبل الأئمة صلوات الله عليهم ظهر قائمهم أو لم يظهر صلوات الله عليهم أجمعين.
ولو قدّر أن العصر كان عصر اليماني الموعود، ولم أك قد شخّصت أن فلاناً هو بالفعل هذا العبد الصالح، فهل أن الواجبات التي أشير إليها في أحاديث اليماني ستترتب عليّ؟ من الواضح أن الواجب الشرعي هنا منتفي تماماً، لأن الواجب مرتبط بالعلم، ومن جهل به مفروغة ذمته.
على أن كل ذلك لا يعني أن لا نتحسس آثار تلك الشخصيات ونطلبها، ولكن هذا التحسس يجب أن يتبع القرائن والعلامات الدالة عليها كما وردت في الروايات الشريفة.
وعليه فإن كل الأسماء التي طرحت في أسئلة الأخوة ليست شغلنا الشاغل اليوم
[1] كمال الدين وتمام النعمة: 651 ب57 ح11.
[2] أمالي الطوسي: 673 م13.