سليم السعدي (الموقع الخاص): هل أن اليماني أهدى من الفقهاء وأعلم منهم؟
الجواب: كل المتحصل من الروايات الشريفة أن اليماني الموعود أهدى الرايات المرفوعة في زمانه، هذا إذا لم نقل بأن التخصيص الوارد مخصوص فقط في الرايات الثلاثة الموعودة وأعني بذلك راية السفياني وراية الخراساني بمعية رايته، ولا يوجد أية تناسب للقياس بين الراية الأهدى والحالة الفقهية، لأنه من جنسين مختلفين، نعم يمكن لليماني أن يكون فقيهاً، أو مرجعاً أو ما إلى ذلك، ولكن هذه الإمكانية غير مستفادة من كونه هو الأهدى، لأن وجود هذه الإمكانية لا يعني عدم وجود ما ينافيها، ولقد كنا قد اعتبرنا احد عناصر الهدى المتيقنة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو أن يكون المهتدي متفقه، ولذلك كون اليماني هو أهدى الرايات يجعله إما مقلّداً او محتاطاً أو مجتهداً، ومن دون واحدة من هذه الحالات لا يمكن تصوره في حالة هدى فضلً عن أن يكون هو أهدى الرايات، ولا يوجد أي دليل علمي ولا روائي يمكن التحاكم إليه في شأن أنه يأخذ حكمه الفقهي سلفاً من الإمام صلوات الله عليه، بل لا يوجد بين يدينا أي دليل على أنه يلتقي بالإمام صلوات الله عليه قبل خروجه، بل وحال خروجه أيضاً، ولو ادعى احد خلاف ذلك فإنه سيكون في كماشة من ادعى المشاهدة في الزمن المحضور، وما يتحدث عنه بعض الناس أو الكتّاب في هذا المجال إنما هو حديث لا يمكن أن يكون مستنداً إلى منطق الروايات فضلا عن نفس الروايات.