عاطف الجراح (الفيسبوك): من المقصود بدولة بني العباس؟ وما معنى اختلاف بني فلان الذين يحكمون الزوراء؟ قال الامام الصادق علية السلام اختلاف بني فلان هو فرجنا.
الجواب: المراد بدولة بني العباس في روايات العلامات هم الذين يقلدون بني العباس في سمتهم وطريقتهم، وباعتبار ان بني العباس عرفوا بالمسوّدة، اي الذين كانوا يتخذون من السواد شعاراً لهم، اذ كانت راياتهم سوداً وملابسهم هي الاخرى سوداء وعمائمهم مثلها، وكانوا أيضا يتميزون بموقفهم الرافض لمنهج أهل البيت عليهم السلام، ولهذا فإن القاعدة وأفراخها وما نزّ منها من تفرعات ربما تمثل التطبيق الادق لما ورد في الروايات، ويؤكد ذلك الحديث عن دولتهم وقد أقاموها، واختلافاتهم وقد اختلفوا اختلافاتهم العميقة فيما بينهم، وتقاتلوا بضراوة كما رأينا في فرعيهم النصرة وداعش، ويمكننا التأكد من ذلك بما اذا ترافقت هذه الاحداث مع طبيعة الخريطة الزمانية والمكانية التي أشارت اليها الروايات الشريفة في حديثها عن العلامات.
أما الحديث عن اختلاف بني فلان فلا علاقة له بحكم الزوراء، اذ لم يرد ذلك في رواية يمكن ان نستند اليها، والحديث عن بني فلان متعلق في بعض الاحيان ببني العباس، وهم كما أشرت آنفاً المسوّدة، وفي ذلك رواية عن الامام الباقر عليه السلام، اذ قال عليه السلام: إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني. وقال: لا بد لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم، وتشتت أمرهم.(غيبة النعماني: ٢٦٢ ب١٤ ح١٣)، ومن الواضح من خلال هذه الرواية إن تصفية هؤلاء النهائية ستكون على ايدي جيش الخراساني وجيش السفياني، وقد تحدثنا عن ذلك عدة مرات في محاضراتنا.
ولكن غالبية الحديث عن آل فلان متعلق بحكام الحجاز والجزيرة العربية، كما ان مصطلح بني فلان قد يستخدم للكناية عن آل فلان أيضاً، ويستدل عليها فيما لو ذكرت الرواية مكاناً معيناً أو تعلقت بحديث عن علامة تحصل في الحجاز والجزيرة، كما هو الحال في حديث الامام الصادق عليه السلام لزرارة: يا زرارة، لا بد من قتل غلام بالمدينة. قلت: جعلت فداك، أوليس الذي يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتى يدخل المدينة ولا يدري الناس في أي شئ دخل، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم الله، فعند ذلك يتوقع الفرج. (غيبة النعماني: ١٦٨-١٦٩ فصل من باب ١٠ ح٦)
وكما هو الحال في قول أبي بصير: عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لقائم آل محمد غيبتان: أحدهما أطول من الأخرى، فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله). (غيبة النعماني: ١٧٥ ح٧).
وكما هو الحال في الحديث الوارد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين، قلت: وأي شئ (يكون) الحدث؟ فقال: عصبية تكون بين الحرمين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً. (غيبة الشيخ الطوسي: ٤٦٨ ح٤٤٧)
وقد تحدثنا بتفصيل عن ذلك في الجزء الثالث من كتاب علامات الظهور الذي نأمل ان يرى النور قريباً.