محمد طالب عاشور (الموقع الخاص): أحببت معرفة ما يجري على محافظة البصرة قبل وأثناء فترة الظهور المبارك؟
الجواب: بمعزل عن روايات العامة يبدو أن البصرة لن تمس بأي سوء من جراء الهجمة السفيانية الموعودة على العراق، إذ أقصى ما سيصل إليه هذا الخبيث هو ناحية القادسية في النجف الأشرف ولا يتعدى الفرات من جهة غماس والشامية، ولذلك جاء في الرواية الشريفة أن من يعبر الفرات فهو آمن، ولكن في الروايات العامية والتي ألفنا منها تهويلاً كبيراً عن أحداث السفياني لأغراض معروفة فإنهم يتحدثون عن مجازر في البصرة، بل يجعلون وصول السفياني إلى اصطخر وهي منطقة مقاربة لمدينة مسجد سليمان الإيرانية، وهذه الروايات لا تصح قطعاً مع السفياني الموعود، نعم يمكن التحدث عن سفياني آخر يصل إلى هذه المناطق وهو أمر لم يحصل في التاريخ على علمي، ولكن على أي حال لا يمكننا أن نتحدث عن أحداث من هذا القبيل بما يتعلق بالسفياني الموعود، وإن كنت أحتمل أنه جرى تصحيف لكلمة البصيرة وهي الإسم المعاصر لمدينة قرقيسياء وتقع في جنوب دير الزور السورية، وقد صحفها النساخ أو الرواة من البصيرة للبصرة، ومن المعلوم أن السفياني ستكون له جولة شرسة في هذه المنطقة بما يعرف بوقعة قرقيسياء.
وإني لأتعجب من تسامح بعض المؤلفين في مثل هذه الأمور وإنسياقهم وراء كل خبر يرد، ولعل أي دراسة موضوعية لحركة السفياني الموعود ستوصل بشكل سريع إلى استحالة وصول هذا الخبيث إلى المناطق الجنوبية من العراق، فمن الواضح أن المدة بينه وبين ظهور الإمام صلوات الله عليه هي خمسة عشر شهراً، سيقضي منها ستة أشهر في جمع ما تفكك من مناطق الشام في أحداث الأصهب والأبقع، مما يعني أن مدة ما تبقى هو تسعة أشهر، وسيقضي بعدها شهرين في معارك قرقيسياء، ومثلها أو ما يزيد في إدامة معارك بني قيس في العراق وصولاً إلى بغداد، مما يجعل المسافة بينه وبين الإمام روحي فداه حتى يصل الكوفة خمسة أشهر في أبعد التقادير، وإلا فهي أقل، ومن الواضح أيضاً أن هذا الخبيث سينسحب من الكوفة بعد سماعه بإقبال جيش الخراساني من واسط وجيش اليماني من المناطق الجنوبية والوسطى في العراق، عندئذ كيف سينفذ إلى البصرة فضلاً عما هو أبعد منها؟
أما ما سيجري على البصرة قبل الظهور الشريف، ففيه عام وخاص، أما العام فإنها كبقية المناطق ستسودها توابع أمواج الهرج والمرج والفساد والإنحلال الأخلاقي وربما العقيدي، بحيث يكون الالتزام بالدين كالقبض على الجمر، وهو كما أشرت ليس ظاهرة خاصة بها، بل هي ظاهرة عامة، ولكن الخاص، فإن البصرة ونتيجة لحراك السفياني اللعين ستكون أحد المناطق التي ستلبي نداء الاستصراخ الذي سينطلق من اليماني الموعود لانقاذ النجف الأشرف وبغداد من براثن السفياني، وتشير إحدى الروايات بأن اليماني الموعود سيأتي ومعه نفر من أهل البصرة، مما يمكن أن يشير إلى أن بعض قيادات جيشه من البصرة، علماً أن البصرة في الروايات ليست المنطقة الإدارية التي نعرفها اليوم، بل هي تشمل غالبية المنطقة الجنوبية وبعض الوسط العراقي.