بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

98: من هو الأهدى اليماني او المرجعية؟



متعلم على سبيل نجاة – لبنان (الموقع الخاص): حسب الطرح الفكري منكم أن المرجعية هي أهدى من اليماني. وعلى سبيل الفرض أن اليماني ليس مرجعاً وليس محتاطاً، فهل ستكون رايته منطوية تحت المرجعية؟ واذا كانت كذلك فكيف نرد على قول المعصوم بأن اليماني كيميني، وأن اليماني هو أقرب الخلق للإمام المهدي روحي فداه، وهو من ضمن القادة ال 313، أي أن اليماني يأخذ أوامره منه مباشرة عليه السلام، فكيف تكون المرجعية حينذاك أهدى من اليماني وهو مأمور من الامام عليه السلام؟

الجواب: اعتقد أن الأمور تشابكت عليك أخي الكريم، ودعني نرتب الأولويات، فحينما نقول في زمن الغيببة أن زيداً من الناس من أهل الهدى، فإننا يجب أن نصنفه أولاً بأنه إما أم يكون مقلداً او محتاطاً أو مجتهداً سواء رجع إليه بالتقليد أو لم يرجع، لأننا لا يمكننا أن نتصور الهدى في زمن الغيبة بمعزل عن واحدة من هذه الحالات، وبالتالي فإن أهدى الرايات لا بد وأن تكون على واحدة من هذه الحالات، ولا مجال لمقايسته مع المرجعية، لأن الحديث عن أهدى الرايات إنما هو خاص بالرايات المرفوعة آنذاك، وليس في مقابل جميع الناس، على أن المرجعية جهة لتشخيص الحكم الشرعي، والراية التي تتبع المرجعية في تشخيص الأحكام، أو أن لها القدرة على تشخيص الأحكام، ليست بالضرورة هي الأهدى، لأننا قد نجد رايتين هما على هذه الشاكلة، كما هو الحال في راية الخراساني وراية اليماني، والتفريق بينهما من حيث الهدى سيكون بناء على طبيعة الهدف، فأحدهما لديه تكليف في أن ينجز قضية ما قبل أن يمضي للقضية الأخرى، والآخر لا تكليف له يمنعه من الوصول إلى القضية الأخرى التي لم يتمكن صاحبه من الوصول إليها، فكيف سنرى الصورة؟ مما  لاريب فيه أن الأول لو لم ينجز تكليفه المناط به، لخرج من دائرة الهدى، والثاني لو تأخر بما لم يكلف به لخرج من دائرة الهدى أيضاً، ولكن مما لا ريب فيه أن الثاني سيكون هو الأقرب في تحقيق القضية الأخرى، وللتطبيق العملي نحن نعتقد أن الخراساني سيكون صاحب دولة، واليماني لن يكون كذلك، وعليه فإن الخراساني مكلف في وضع حفظ الدولة ومصالحها الوطنية والقومية كأولوية شرعية، فهو مكلف بها، ولا يستطيع الخروج عن هذا التكليف، في وقت لا نرى فيه أي تكليف لليماني تجاه دولة لا يملكها هو أساساً، إذن كيف ستكون العملية التعبوية عند الإثنين؟ من الواضح أن الخراساني سيكون موضوعه التعبوي هو الدولة، بينما سيكون الموضوع التعبوي عند اليماني هو الإمام صلوات الله عليه، وهذا ليس لأن الإمام صلوات الله عليه هو الموجّه له أو أنه متصّل به، فهذا ما لا يوجد أي دليل عليه، وما أشار إليه الأخ الكريم من أن الإمام صلوات الله عليه يقول عنه بأنه يميني، أو أنه أقرب الخلق إلى الإمام روحي فداه أو أنه ضمن الـ 313 وما إلى ذلك من أمور كلها لم تثبت بأي دليل شرعي أو مستند روائي يمكن الاستناد إليه، خاصة وأن خروجهما سيكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، فكيف سيقال عن اليماني ذلك؟ نعم يمكن لهذه الأمور من حيث أصل الإمكان أن تحدث بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، وهو أمر لا دليل لنا على إثباته، كما لا دليل على نفيه، وكنا قد أشرنا في غير موضع من أجوبتنا أن أي دليل على إدعاء التعريف باليماني من قبل الإمام عليه السلام قبل ظهوره بأبي وأمي منعدم تماماً، ومعه ينعدم الحديث عن إئتماره من قبل الإمام أرواحنا فداه قبل ظهوره.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
38 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :7953
عدد زوار الموقع الكلي: 27325560
كلمات مضيئة
قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ): أيما رجل اتخذ ولايتنا أهل البيت ثم أدخل على ناصبي سرورا واصطنع إليه معروفا فهو منا برئ ، وكان ثوابه على الله النار.