مهند (الموقع الخاص): الحديث الشريف (من جاء برأس من شيعة علي ....), ولم لا يكون المقصود بعلي هنا أمير المؤمنين عليه السلام، لوجود قرائن عشناها من قبيل مناداة الزرقاوي في ديالى: رأس الشيعي بمئتي دولار، واستشهد على إثرها الألوف من الشيعة في العراق كافة، والسفياني وإن كان فاسقاً، ولكنه أموي النزعة معادي لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.أما أن يكون شخص في النجف الاشرف اسمه علي، يعادي السفياني ويقاتله هو ومناصريه (شيعته) فنسأل سماحتكم التوضيح، لأن لفظ الشيعة دائما مقرون بأمير المؤمنين علي عليه السلام .ياشيخ أنا أسئل متعلماً ولكم التحية.
الجواب: اخترنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور الذهاب إلى القول بأن المقصود بشيعة علي هنا، ليس أمير المؤمنين عليه السلام، وإنما هو رجل من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام اسمه علي وله شيعة وأتباع، وقلنا بأن هذا الشخص سيتخذ موقفاً يؤدي إلى حنق السفياني منه، ولم نتحدث عن قتاله للسفياني، بل لا نذهب للقول بأنه سيقاتله، لأن القرائن المذكورة في العديد من الروايات تشير إلى أن النجف الأشرف ستكون حاضرة شيعية كبرى يومذاك، ومثل هذه الحاضنة لا يعقل أن يكون فيها النداء بقتل كل من له علاقة بأمير المؤمنين عليه السلام، لأننا لا يمكن أن نحصل عندئذ على تتمة العبارة، حينما يقول عليه السلام: فيثب الجار على جاره فيأخذه من عنقه ويقول: هذا من شيعة علي! لأن ذلك يستدعي أن يكون شيعة علي هم جزء من مجتمع النجف الأشرف، لا كل النجف الأشرف، كما ويستدعي ان تكون جرائم هذا الخبيث جرائم استئصال للنجف، والدليل على خلافه، لأن توصية الإمام صلوات الله عليه بخروج الرجال دون النساء يظهر إن مشكلته مع المقاتلة، لا مع كل من فيها، ويؤكد ذلك أننا لا نلحظ موقفاً مماثلاً له في الحلة التي سيجتاحها حال مروره بها، كما أننا لا نلمس أنه يفعل ذلك في بغداد التي يجتاحها ويسقط الحكومة التي فيها، لأن الأرقام المذكورة من القتلى وفق أرقام أهل البيت عليهم السلام قليلة جداً قياساً إلى نسب الشيعة فيها، وحتى لو أخذنا بالروايات العامية التي اكثرت من ذكر قتلى الشيعة في بغداد، فإنه هو الآخر لا ينسجم مع طبيعة نزعة الاستئصال هذه، كما لا ترينا الروايات أي نزوع له باتجاه كربلاء، ولا يوجد أمامنا إلّا خيار أن هذه الكلمة تقال حصرياً في النجف، مما يستدعي منا التوقف في شأن أن يكون المراد منها شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، خاصة وإننا لو افترضنا أن النداء سيكون خاصاً بشيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فإن حجم المقتولين يجب أن لا يبقي النجف حاضرة بالشكل الذي يحوّلها الإمام بعد حدث السفياني بأشهر قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى عاصمته، فتأمل!
أما الحديث عن أن كلمة الشيعة دوماً مقرونة بأمير المؤمنين عليه السلام فهذا ليس صحيحاً من الناحية اللغوية، كما وأن حديث أئمة الهدى صلوات الله عليهم في شان علامات الظهور استخدم اللغة الكنائية والرمزية، ولم يستخدم الكلمات المباشرة في الغالب، والله العالم.