بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

77 عن الرايات الصفر والتفجير النووي في الشام (رد على من قال بأن لدينا أفكار مسبقة فيما نحلل)

34133طباعة الموضوع 2012-09-02


 

الأخ عابس: (الموقع الخاص)

لاحظت من تحليل الشيخ جلال الدين أنه لديه فكرة مسبقة يريد أن يطبقها :

-أولاً: يدعي أن الرجفة اثر انفجار نووي، و هذا لا دليل عليه، بل الدليل قائم على عكسه، حينما مثل الامام الضربة النووية بكلمة النار، حينما تكلم عن نار المشرق و اذربيجان و غيرها بوصف (الهردي)، وهو لون تلك النار او الحمرة في السماء او غيره مما ورد في الاحاديث ... و هذا مما لا اشكال فيه

-ثانياً: كيف يطبق الرايات الصفر على حزب الله؟ و الرواية بحد ذاتها تنفي ذلك اذ تقول (فانظروا الى اصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ) مما يعني انها قادمة الى الشام، و المراد من الشام هي هذا البلاد و من ضمنها لبنان، فكيف تجيء وتحل بالشام مما يعني انها من خارج الشام، و قوله: (فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا) دليل آخر على ان المراد من بلاد الشام أوسع من سوريا، ودليل آخر على أن الرايات قادمة من خارج منطقة الشام أو كان قال تقدم او تحل بدمشق او منطقة معينة كما خصص قبل قليل في خسف حرستا.

ثالثاً: الروايات تصف الرايات الصفر بالضلال و الكفر سواء اتت من المغرب الاجنبي، أو بأقل تقدير من المغرب العربي و هذا ما كان مشتهراً في زمن الروايات، حيث لقب القاضي النعماني بالمغربي، و هو من أهل المغرب العربي، والرايات الصفر باجماع الروايات ضالة سواء من المغرب او بلاد الخليج التي تقدم الى الجزيرة في سوريا و تقاتل بها، او الرايات الصفر التي تحل في بغداد و غيرها، و لهذا لا يمكن ان نطبق الرايات الصفر على حزب الله، لانهم رايات تدين بولائها للراية الخراسانية التي وصفتها الروايات برايات الهدى.

لذا أرجو من الشيخ العزيز والاخوة الكرام بعدم التسرع و تطبيق الروايات واضعين تصور مسبق من عندهم و تأويله عليه.

 

الجواب: واقعا يدخل على قلبي السرور حينما أجد مخلصي الشيعة يدخلون في نقاشات من هذا القبيل، وبمعزل عن تفاصيل هذا النقاش، إلا أن ذلك مما يبعث في النفس الزهو والشعور بالرضى في كون عقول الشيعة غير مغلقة في مجالات الوصول إلى الحقيقة، وبالتالي فهي تتوخى السلامة في الموقف، وإني في الوقت الذي أشكر فيه الأخ عابس حفظه الله تعالى على ملاحظاته الكريمة والتي لا شك في اني المستفيد الأكبر منها إلا أني أشير إلى التالي:

أولاً: قولك بوجود فكرة مسبقة أريد تطبيقها إما أن يكون قراءة في النوايا، وهذا مما لا سبيل لك إليه، وإما أن يأتي بناء على دليل سواء كان في مفردات البحث أو بتصريح مني، وفي كل الأحوال لا تملك أي دليل على ذلك، لأني لا أصر على أن هذا الزمان هو زمان هذه الأحداث، وإن كنت اتمنى أن يكون هذا الزمن هو ما تحدثت عنه الروايات الشريفة، بل إن قرائتي للأحداث تشير إلى تسارع كبير بين الأحداث المعاصرة وبين طبيعة الخريطة التي أشار إليها أئمة الهدى صلوات الله عليهم إن في الزمان أو المكان، ولو كنت اطلعت على كل ما اعتمدته في هذا المجال سيكون الاستدلال على هذا القول عسير للغاية، وهي تهمة تحتاج إلى مسوغ، وإلا ما الغاية لكي أتحدث عن تفجير نووي ستصاب به دمشق؟

ثانياً: الحديث عن تطبيق الرايات الصفر على حزب الله كنت اتمنى لو كان الأخ دقيقاً في التعليق، فكلامي واضح أشرت فيه إلى أن حادثة الرجفة لو حصلت في زمن منظور فإن مما لا شك فيه أن الأمر يكون متعلقاً بحزب الله، ولم أطلق الكلام في ذلك، ولذلك لا تطبيق بعد أن وضع ذلك الشرط، فأنا لا اجزم أن هذه الحادثة ستقع قريباً، ولكن لا املك دليلاً على العكس، بل ربما قرائتي للأحداث السياسية وما يدور في كواليس السياسة الاقليمية والدولية وهذا اختصاصي جعلني لا أتردد من القول بوجود مقاربة كبيرة بين الحدث وبين ما يجري فعلاً.

ثالثا: الحديث في روايات الظهور لا يتطابق مع الحديث في الروايات الفقهية ما يشبهها، فأحاديث الظهور أطلقت في زمن أريد له أن يوصلها لأزمان أخرى بعيدة عن زمن النص، وبالتالي فإن فهمها يحتاج إلى آليات لا تتفق بالضرورة مع نفس الآليات المعتمدة في بقية الروايات، لأن التبادر اللفظي في الروايات الفقهية على سبيل المثال قرينة في غاية الأهمية لفهم تلك الروايات، ولكن لا توجد هذه الأهمية في أحاديث الظهور، لوجود خلفيات وحيثيات مختلفة تماماً، ولذلك اللغة الكنائية والرمزية هي أصل كبير في فهم هذه الروايات وتحليلها، مما يعني أننا أمام ما أشبهه بقطعة البازل puzzle التي يحتاج المرء إلى جهد لكي يصل بعضها بالبعض الآخر، لا سيما وأن الأئمة صلوات الله عليهم أجملوا في مكان وفصلوا في آخر، واقتضب إمام في زمن، وأضاف إليه إمام آخر في زمن آخر مفردة أخرى، وفعل الثالث مع نفس الموضوع وبنفس الطريقة، مما يجعلنا بحاجة إلى جمع وتفكيك كبيرين وملاحقة استقصائية لكل ما ورد في هذا المجال، وانت تعرف ان مهمة من هذا القبيل ستكون بعيدة جداً عما أشرتم إليه من وجود مسبقات.

وعليه فالحديث عن الشام الوارد في الروايات يسري عليه نفس هذا الأمر، إذ أن أسماء تلك الفترة تختلف عن أسمائها اليوم، مما يجعلنا نتردد دائما في قبول الأسماء على إطلاقاتها القديمة، ومن أجل التخصيص لا بد لنا من الرجوع إلى حيثيات متعددة لكي نستطيع أن نحدد المراد، إذ يلاحظ أن الكلمة وردت في روايات متعددة وهي تريد بالكلمة دمشق دون غيرها كما هو الحال بالنار التي تضيء له أعناق الإبل في بصرى، فالنار يشار لها أنها في الشام، وبصرى هي موضع في الشام، فلو قلنا أن الشام على اطلاقها المتعارف عليه تاريخيا نكون أمام مشكلة أن نعد بصرى خارج الشام أو أن نبحث عن مدينة أخرى غير هذه المعروفة والتي تبعد عن دمشق ما يقرب من 140 كلم، وليس ذلك بضائر لو كان لها وجود، ولكن حيث أن النار يجب أن ترى من مسافة معينة بالنسبة للشام جعلنا نقول بأن الشام المقصودة هنا هي دمشق دون غيرها من المواضع الشامية، وهو أمر كان متداولاً في وقته، وأنتم خبراء في أن النص في الكثير من الأحيان يطلق اسم العام ويريد به الخاص، والعكس صحيح أيضاً، ولذلك لا مشاحة في القول بأن الشام حينما تطلق لا يراد بها بالضرورة كل الشام، لأن تصور رجفة لكل الشام سيجعلنا لا نستهول رقم 100 ألف الواردة في الرواية، بينما حديث الرواية عن الآية إنما يريد به حديثاً عن فاجعة تحصل للكافرين ورحمة تحصل للمؤمنين وهذا ما لا يكون إلا في منطقة محددة، لأن الحديث بإصابة الرجفة للكافرين وتنأى بها عن المؤمنين، لا يعقل أن يكون حدثاً يتوعب كل الشام وتكون في الحدث صفة انتقائية بحيث أنه يصيب الكافرين ولا يصيب المؤمنين، وبالتالي فالحديث عن الرايات الواردة من المغرب ستكون متعلقة بمغرب هذه المنطقة المصابة بالرجفة لا بمغرب الشام، وقوله عليه السلام: (حتى تحل بالشام) يؤكد هذا المضمون، لأن وجود حتى يعني وجود مكابدة في عملية وصولها إلى الشام، ولا يعقل أن هذه المكابدة تشتمل على كل الشام المعروف تاريخياً، فلو كانت غربية ما أسهل ان تصل إلى فلسطين المحتلة وهي من الشام التاريخية قطعاً، هذا إن لم ندخل الأردن في ذلك وقسم من تركيا الحالية التي كانت تحسب قديماً على الشام، فأين المكابدة في وصولها هذا؟ فتأمل.

رابعاً: الحديث عن أجماع الروايات على ضلال الرايات الصفر فيه تعجّل كبير، فالروايات التي تحدثت عن ذلك هي ثلاثة أصناف:

أولها الروايات العامية، وهي روايات ذامة على اطلاقها، ولكن يلاحظ أنها خلطت في الحديث عن رايات البربر المغولية، وبين رايات الأدارسة المغربية، والرايات الفاطمية الواردة إلى مصر، وبمعزل عن قيمتها السندية إلا أنها خارجة عما نتحدث عنه، فهذه تتحدث عن حقبة تاريخية سلفت.

ثانيها: روايات قادحة وردت في كتابين من كتب الشيعة، الأولى وردت في كتاب الهداية الكبرى للحسين الخصيبي وهي مسندة للمفضل بن عمر ونصها يبتدأ من قول المفضل بن عمر للإمام الصادق عليه السلام: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين الزوراء في ذلك اليوم والوقت؟ قال: في لعنة الله وسخطه وبطشه، تحرقهم الفتن، وتتركهم حمماً، الويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ومن رايات الغرب ومن كلب الجزيرة ومن الراية التي تسير إليها من كل قريب وبعيد والله لينزلن فيها من صنوف العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها الا السيف الويل عند ذك كل الويل لمن اتخذها مسكناً فان المقيم بها لشقائه والخارج منها يرحمه الله.[1]

وقد نقلها عنه الشيخ حسن بن سليمان في كتاب مختصر بصائر الدرجات،[2] والرواية تتحدث عن فترة ما بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه لا في المرحلة التي تسبق الظهور كما هو الحال في رواية الرجفة المتقدمة على ظهور السفياني، وهي تتحدث عن بغداد لا عن دمشق، فلو صحت فإننا أمام رايات صفر مختلفة، وإن كان سندها متهافت جداً إن في نفس صاحب الكتاب، أو في ما ينقله من سند والذي حوى مجاهيل متعددين، هذا فضلاً عن بقية المتن الذي حوى على تهافت كبير، مما يخرجها من البحث الذي نحن فيه.

والرواية الثانية نقلها صاحب كتاب مشارق أنوار اليقين عن سطيح الكاهن، ولا قيمة سندية ولا في المتن لما جاء فيها، فالحديث في أصله هو حديث عامي، ينقله الحافظ البرسي عن كعب بن الحارث عن سطيح الكاهن بلا سند قال: ثم تقبل البربر بالرايات الصفر، على البراذين السبر، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر، فيبدل الرايات السود بالحمر، فيبيح المحرمات، ويترك النساء بالثدايا معلقات، وهو صاحب نهب الكوفة، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة، بها الخيل محفوفة، قتل زوجها، وكثر عجزها، واستحل فرجها فعندها يظهر ابن النبي المهدي، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب، وابن عمه في الحرم، وظهر الخفي فوافق الوشمي فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم، بقتل القروم، فعندها ينكسف كسوف، إذا جاء الزحوف، وصف الصفوف.[3]

وقد نقلها ابن المنادي في الملاحم بسند عامي عن عبد الله بن عباس، عن سطيح هذا[4] ولم أجد أية رواية مشابهة لها لا في كتب العامة ولا الخاصة مما يروى عن كعب بن الحارث هذا، وبالتالي لا قيمة سندية لها، ولا قيمة نصية لها لوضوح أنها لا علاقة لها بأهل البيت عليهم السلام، وهي تتحدث عن رايات البربر على أي حال، وبالتالي فهي خارج بحثنا هذا.

وثالثها روايات لم تتعرض لقدح أو ذم في وصف الرايات، وهي التي وردت عن الإمام الباقر عليه السلام عن جده أمير المؤمنين، وقد وردت بطريقين ينتهيان إلى سند واحد أحدهما يرويه الشيخ النعماني في الغيبة،[5] والثاني يرويه الشيخ الطوسي في الغيبة[6] على تصحيف في رجال السند، فالنعماني رواه بسنده للمغيرة بن سعيد، بينما رواه الشيخ الطوسي بسنده لمعاوية بن سعيد والصحيح هو ما في كتاب النعماني، مع وضوح عند المحققين بأن غيبة الطوسي في طبعتيه الأولى والمحققة يحوي تصحيفات كثيرة، وإن كانت المحققة أجود بكثير من طبعة النجف الأشرف القديمة، وهي الرواية التي تتحدث عن الرجفة موضوع حديثنا هنا، والمغيرة بن سعيد عليه لعائن الله ملعون على لسان الإمام الصادق عليه السلام، ولكن الطائفة الشريفة أخذت بروايته حال استقامته في ردح من حياة الإمام الباقر عليه السلام، والرواية واضحة في أنها لا تحوي لا قدحاً ولا ذماً، ولذلك جمعها مع تلك الروايات وحمل هذه الرايات على تلك بعيد جداً، بل إن من يجمع يتمحل بشكل كبير، ومحض أن يكون أمر ولاء حزب الله لسماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله الشريف) لا يستدعي منا استبعاده عن أن يكون هو المعني بهذه الرواية، كما انه لا دليل عليه إن كان الزمن بعيداً عن الأفق المنظر، لأننا لا نعرف ماذا سيحل بحزب الله (نجاه الله من كل سوء وسدده في القول والعمل)؟ وبالتالي لا نستطيع أن نعوّل على ذلك، ولكن الحديث حينما يكون عن الأفق الزمني المنظور، فإننا نتحدث عن رايات ستأتي المنطقة المنكوبة من حدث الرجفة والذي هو بتحليلنا للروايات تفجير نووي يطال دمشق، وستتمكن من تعديل موازين القوى لصالح الأصهب وضد الأبقع بعد أن تخرج دمشق عن حكم الأصهب، وحيث أن الأبقع هو ممثل مصالح النواصب أو داعم لها، فإن تخيل هذه الرايات كساندة للأصهب مدعاة للقول بأنها معنية بالأمن السوري إلى حد كبير مما يستدعي منها التدخل، في فترة سيكون فيها الغرب الرومي مشغولاً بأجواء حرب طاحنة فيه أشير إليها في حديث الإمام الباقر عليه السلام بهرج الروم، فإن مما لا ريب فيه أن المعني المغربي بهذا الحدث سيكون لبنانياً تحديداً، بالرغم من أن تدخله لصالح الأصهب سيكون في وقت يكون الأصهب قد فقد الكثير من قوته، مما يفسح المجال لمجيء السفياني والذي نعده هو السفياني الثالث بعد أن وصفت روايات عامية حصول الهدة أو الرجفة في عهد السفياني الثاني، والرواية مورد البحث تتحدث عن ذلك أيضاً، ولذلك قلنا بأن الحدث إن كان في زمننا المنظور فمما لا شك فيه أن الحديث عن ذلك متعلق بحزب الله حصراً، ولا وجود لمسبقات هنا أخي الكريم، ولكن هذا هو منطق ما نستقرأه من أحداث.

خامساً: الحديث عن التفجير النووي تحدثنا عنه بشكل مفصل في الجزء الثاني من كتابنا: علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك،[7] ولم نأت على ذكر نار أذربيجان أو الحمرة التي تجلل السماء مما ورد في حديثكم مطلقاً، وإنما كان حديثنا مستدلاً وجامعاً لأشتات القصة من أحاديث متعددة، ولكنها تبتدأ من حديثين موثقين رويا عن الإمام الباقر عليه السلام بسندين أحدهما عن الصوت الذي يأتي من ناحية دمشق بالفتح،[8] والصوت الذي يحصل في دمشف وفيه فرج عظيم لكم،[9] وذلك من بعد تهديد يطال دمشق عبّر عنه بانه نداء من السماء، وفسره حديث آخر بنداء على سور دمشق: ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب[10] ومنهجنا المعتمد في مناقشة العلامات هو أننا لا نتحدث عن أي علامة ما لم يأت سند صحيح أو موثوق بشانها، ولكن نتسامح في التفاصيل المذكورة عن نفس هذه العلامة، ولهذا كان البحث عن طبيعة الصوت المشار إليه في حديث الإمام الباقر عليه السلام والذي أشار إلى أنه يأتينا بالفتح أو فيه فرج عظيم.

والحديث عن الصوت من بعد التهديد وتحديد الإثنين بجهة دمشق، وقرنهما بصفة معنوية كبرى هي الفتح في الحديث الأول والفرج العظيم في الحديث الثاني لابد من أن نلاحظ أن فيه معادلاً موضوعيا مع الرحمة التي يتحدث عنها أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الرجفة الذي نتحدث عنه، لا سيما وأن هذه الأحاديث تتحدث بموضع زماني ومكاني واحد والدليل أن كليهما يتحدثان عن الخسف من بعد الحدث، ولكن حديث أمير المؤمنين عليه السلام يتحدث عن الرجفة في حرستا وحديث الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عن الرجفة في الجابية، وكليهما في نفس الموضع إذ تبعد الجابية عن حرستا ما يقرب من 10 كلم، مما يعني أننا في منطقة زلزالية واحدة، بل في خط تدمير زلزالي واحد.

ولو خلصنا إلى كل ذلك لا بد من أن نبحث عن السبب الذي يؤدي إلى هلاك 100 ألف، فلسنا هنا أمام معجزة سماوية، بل نحن هنا أمام حدث أرضي، واسباب الموت بهذه الأرقام لن تتعدى عن أسلحة الدمار ، لا الإمام صلوات الله عليه في حديث الرجفة قد استبعد أن تكون مجرد حدث جيولوجي، وإلا لما خص في الحديث عن الخسف من بعدها، وقد وجدت أن أحاديث العامة عن هذه الفترة مقرونة بحديث الهدة أو الصعقة التي تطال دمشق وهي كثيرة جداً، ولكن وجدت اللافت فيها أنها في التدابير الوقائية منها تتحدث عن التالي: سد الأبواب، وتغليق النوافذ والتدثر والسجود والنطق بسبوح سبوح قدوس قدوس، وهي تدابير لا يمكن أن تتخذ مع أي سلاح إلا السلاح النووي، بل أعد حديث رسول الله صلوات الله عليه وآله والذي يرويه فردوس الديلمي من المعاجز لرسول الله الله عليه وآله، لأن اليابانيين حينما أطلقوا تدابيرهم الوقائية الشعبية الفورية أثناء نكبتهم في محطة فوكشيما والتي تعرضت لخرق نووي من جراء كانت متطابقة تماماً مع ما أشار إليه الرسول الكرم صلوات الله عليه وآله، وكلها مبررة بما فيها السجود الذي سيقي من الهجمة الكهرومغناطيسية الناجمة من التفجير ليلعب الجسم الإنساني دور المفرغ لهذه الشحنة حينما يرتبط بالأرض، ولكن من الملفت أن السجود حتى يحقق هذا الدور لا يكون إلا من خلال السجود على الأرض، لا على السجادة أو أي قطعة تحول بين الأرض والساجد، وبمعنى آخر السجود الذي يحقق هذه المهمة هو السجود المتطابق مع سجود أهل بيت العصمة والطهارة لا غيرهم، وكذلك النطق بسبوح قدوس سيؤدي إلى حركة داخل الجسم تفرغ الموج الصوتي من أن يتسبب للإنسان نزفاً داخلياً إن ما حبس أنفاسه واغلق فمه، ثم لا حقنا المفردات الأخرى فوجدنا الرواات تشير النار أو النور في السماء، وهو أمر لا يحققه أي تفجير إلا التفجير النووي، كما ووجدنا أن هذا العمود يضيء لمسافات بعيدة هي المعبر عها بأنه يضيئ أعناق الإبل في بصرى، وهذا النمط من النور لا يعطيه إلا التفجير النووي، والروايات العامية تحدثت عن الهدة أو الصعقة ورواياتنا تحدثت عن الرجفة والصوت وكلها تشير إلى مراحل من الحدث، فالتعبير بالهدة تعبير عن أمر نازل من الأعلى إلى الأسفل، والحديث عن الصعقة، لأن التفجير النووي له تأثير يتطابق مع الصعق ولكنه بالأشعة، والحديث عن الصوت واضح من حجم ، والحديث عن الرجفة أيضاً واضح من طبيعة الموج الإنفجاري، وأكثر من ذلك وجدت في نفس السياق حديثاً عن الأضرار الناجمة من ذلك وفيها حديث عن سبعين ألف أخرس وسبعين ألف أعمى وسبعين ألف مفتقة من البواكر وهي أضرار غير أضرار الهلكى المشار إليهم بمائة ألف لا يمكن تبريررها موضوعياً إلا من خلال التفجير النووي أو ما يشبهه.

من بعد كل ذلك هل وجدت أننا في صدد فكرة مسبقة أم نحن امام منطق صارخ عن ذلك! أترك الحكم لك ويا ليتك لو وصلت إلى غير ذلك دللتني عليه فما أنا إلا عن الشريفة، ولا مصلحة لي في ان يتجه فهم الرواية بهذا الاتجاه أو ذاك.

وفقكم الله وسدد خطاكم وبارك الله في مسعاكم والحمد لله أولا وآخرا وصلاته وسلامه على رسوله وآله أبداً


التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
علي رضا سلمان الكعبي
الأهواز - ايران
2012-12-30
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على اشرف الخلق محمد و اله الطيبين الطاهرين
سلام عليكم .
بما انني من المتابعين لآراء و بحوث الشيخ حفظه الله لذا ارجو ان تطلعوني على عنوان وكلائكم في مدينة النجف الأشرف او كربلاء المقدسة للحصول على كتبه و أقراص محاضراته و شكرًا .
علي
العراق
2012-11-9
ماهي دوافع الحرب العالمية (هرج الروم ) او ماهي اسبابها وماالذي يسبقها ؟ ارجو رد الجواب

من الموقع: يمكنكم مراجعة الجواب رقم 118.
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
53 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :53
عدد زوار الموقع الكلي: 27317660
كلمات مضيئة
الإمام الباقر عليه السلام: إنما يعرف القرآن من خوطب به