قيس المهندس (مجموعة حكيميون): هل ان راية اليماني هي راية الحق الوحيدة في الساحة قبيل الظهور كما تدل الروايات، وبذلك تكون راية الخراساني راية ضلال! لكونها رفعت بمعزل عن راية اليماني، والرواية تقول الملتوي عليه مستحق للنار؟
الجواب: سبق لي أن أشرت إلى أن الإلتواء هو معصية الملتوي ومعاندته لمن يلتوي عليه، ولا يوجد أي إيحاء بأن العمل في مسلك واحد عبر رايتين يستلزم إلتواء أحدهما على الآخر، لا سيما إن كانا في بقعتين جغرافيتين مختلفتين، وظروف الإنضباط العسكري تستلزم إثنينيتهما، فاليماني في العراق، والخراساني في إيران، واليماني صاحب قوات غير منظمة لأنه ليس بصاحب دولة، بينما الخراساني صاحب جيش منظم لأنه صاحب دولة.
على أن من المؤكد أن راية السيد الخراساني هي راية هدى أيضاً، لا سيما وأن رواية الإمام الباقر عليه السلام الموثّقة تشير إلى أن نفراً من أصحاب القائم روحي فداه سيخرجون في ظل راية الخراساني إذ يروي جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام صلوات الله عليه قوله ضمن حديث طويل عن العلامات الممهدة لظهور الإمام عليه السلام: يبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدّتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك، إذ أقبلت رايات من قبل خراسان، وتطوي المنازل طياً حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم.[1]
وقد أوضحنا سبب التمايز بين الرايتين في الهدى في كتابينا راية اليماني الموعود وكذا في الجزء الثاني من علامات الظهور، وقلنا بأن حركة اليماني تخرج ولا همّ لها إلّا نصرة الإمام صلوات الله عليه، وهي مجردة في خروجها من الأبعاد الوطنية أو المناطقية وما شاكلها، بينما الخراساني لكونه صاحب دولة مكلّف شرعاً بحفظها وأداء مسؤولية الرعاية لرعيته، فيخرج لأن هناك تهديد للأمن القومي على سبيل المثال لدولته، مما يجعله يخرج تأدية للتكليف الشرعي المناط به، والله العالم بحقيقة الأحوال.
[1] غيبة النعماني: 289 ب14 ح67.