ابو باقر الشمري (منتظرون ٧): ما هو وضع بغداد في حالة دخول السفياني؟
الجواب: السفياني حينما سيقتحم جيشه السوري بغداد، سيمر قبلها بجملة من مدن المحافظات الغربية فيرتكب ما يرتكب فيها من المذابح والمجازر، ولكن ستكون بغداد هي المحطة الاساسية لحركته ومشروعه الذي يكلّف به من قبل حلفائه الروم، وسيكون مدعوماً بأنصار له في العراق، وجلّ مشروعه قائم على الاطاحة بنظام الحكم فيها بانقلاب عسكري دموي يقضى فيه على ثلاثمائة شخصية اساسية من شخصيات بغداد، لكي يحل محله نظام اخر، ولدينا في الروايات صورتان لما يجترحه من مذابح فيها، ففي أغلب روايات العامة نلاحظ تهويلاً مروعاً لما سيحدثه السفياني في مناطق الشيعة، فيما لا تفعل ذلك الروايات التي ذكرت في مصادرنا، فقد تصل روايات العامة بالقتلى على يديه الى مائة وعشرين الفاً، فيما تشتمل روايات كتبنا على ما لا يزيد على ثلاثة آلاف.
ومما لا شك فيه أن روايات العامة اعتمدت سياسة التهويل والترويع ووجهت كل هذا التهويل للعقلية الشيعية فوصفته بانه سيقتل كل من له اسم يرتبط بالتشيع لاهل البيت عليهم السلام، ولا يصعب على المرء أن يرى أن ذلك يرتبط بأغراض سياسية من قبل وضّاع الروايات إن من جهة العباسيين الذين كانوا يحاولون توحيد مواقف المعارضين وعلى رأسهم شيعة أهل البيت عليهم السلام ضد بني أمية بتصوير أن الخطر عليهم إنما يكون من السفياني وليس من غيره، او من جهة بني أمية وما يمكن لحديثهم هذا من أن يقوّي حزبهم وما يفعله من إرهاب لمعارضيهم.
من وجهة نظرنا وبناء على منطق روايات أهل البيت عليهم السلام فإن حركة السفياني ليست طائفية بقدر ما هي حركة نفوذ وسيطرة لطاغية تم تجنيده في أجندة غربية للإطاحة بأوضاع العراق التي لا تناسب هذه الأجندة، وتعينه على ذلك مجاميع من المنافقين والجهلة من الطابور الخامس من العراقيين وبالتالي فإنه ليس حركة ناصبية كما تريد أن تصورها روايات العامة، لأنه سيقتل من أهل السنة خلق كثير قبل وصوله إلى بغداد وبعد هروبه منها.
ولن يبقى السفياني وانقلابه كثيراً، فهو بعد أن يفعل فعلته الاولى في بغداد، سيتوجه للقضاء على مركز القرار الديني في النجف الاشرف وسيعينه على ذلك مجاميع المنافقين والادعياء، ولكنه سرعان ما ستأتيه مجاميع المؤمنين من وسط وجنوب العراق مع اليماني الموعود، وكذلك سيأتيه جيش الخراساني من ايران فيهرب منه في شمال الحلة وجنوب بغداد، ثم سرعان ما تهرب فلوله من بغداد الى الشام والتي سيلاحقها جيش الخراساني.
ولا تشير الروايات الى ملاحقة اليماني له بعد الكوفة وربما يعود هذا الأمر إلى إنشغال هذه الراية بضبط الأمور في العاصمة من النواحي الأمنية والسياسية واعادة ن&عظام الحكم الى نصابه، في الوقت الذي ينشغل جيش الخراساني بمطاردة فلول السفياني وحزبه واخراجهم له من العراق، وتتحدث الروايات عن انكسارات كبيرة له لا تعيد له اي سطوة على العراق.