مصطفى باسم (الفيسبوك) ما معنى قول الإمام لاستبقيت نفسي إلى الأمام عندما يتحدث عن العلامات التي تسبق ضهور الإمام المهدي؟
الجواب: هذه العبارة وردت عن الامام الباقر عليه السلام في حديثه عن المشرقيين الذين يطلبون الحق فلا يعطونه، ونصها قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم. قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الامر. (غيبة النعماني: ٢٨٠ ب١٤ ح٥٠).
وبالتالي فإن العبارة المشار إليها لا تتعلق بكل العلامات، وإنما تتعلق بالعلامة التي أشار إليها الإمام صلوات الله عليه في هذه الرواية، وبطبيعة الحال يسري الأمر لما بعدها من العلامات، ولا ينبغي تعميمها لما قبلها من العلامات، ومراده صلوات الله عليه تارة ننظر إليه من خلال وقت العلامة، وهو من هذه الزاوية يشير الى القرب الزماني اللصيق بعهد ظهور الإمام روحي فداه، وأخرى ربما يشير بعبارته هذه إلى طبيعة التعامل في تلك الفترة، وأعني بذلك أنه ربما دعا إلى تجنب التعرض للموت الاخترامي وللأعمال التي تقرّب الآجال، والإكثار من الأعمال التي تطيل الأعمار، ومما لا شك فيه أن هذا الأمر لا علاقة له بالأعمال التي ترتبط بأداء التكليف الشرعي، بمعنى أن العمل المرتبط بالتكليف الشرعي يجب تنفيذه وان استلزم القتل او الموت، وذلك لوضوح أن الوصول الى عهد الامام روحي فداه وإن كان هو الأمنية العظمى، ولكن العمل بالتكليف الشرعي هو الواجب الشرعي الذي لا يجوز لنا أن نتخلف عنه، وكذلك لوضوح حديث الرواية في شأن الذين يتعرضون للقتل في تلك العلامة بانهم سيكونوا شهداء، وربما يمتد الحديث في مراده صلوات الله عليه لفئة من الناس الذين يكونون في وقت حدوث الحدث في نفس المكان الذي تحدث فيه الامام عليه السلام، وهو المكان البعيد عن الحدث في أن لا ينساقوا وراء العواطف التي سيخلقها الحدث، ويحفظوا أنفسهم لوقت الظهور الشريف. والله العالم.