ابو محمد باقر الطائي (تعليقات الموقع الخاص): رجعة الإمام ( الحُسين) " سلام الله عليه" متزامنة مع الظهور الأقدس للإمام المنتظر أرواحنا فِداه أم بعدها بفترة؟ أَتطول أم تَقْصُر ُ؟ وفي حال كانت الرّجعة متزامنة مع الظهور المبارك لمن ستكون الإمامة عندئذ؟
الجواب: بناء على روايات أهل البيت عليهم السلام فإن رجعة الإمام الحسين بأبي وأمي ستكون بعد اتمام دور الامام المهدي روحي فداه، وليست متزامنة مع الظهور الشريف، ومن الواضح ان الروايات تتحدث عن فترة زمانية محددة لحكم الامام المنتظر روحي فداه هي كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام فعن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة وثلاث عشرة سنة ويزداد تسعاً، قال: فقلت له: ومتى يكون ذلك؟ قال: بعد موت القائم (عليه السلام). قلت له: وكم يقوم القائم (عليه السلام) في عالمه حتى يموت؟فقال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته. غيبة النعماني: ٣٥٢ ب٢٦ ح٣.
وكذا ما ورد عن الامام الصادق صلوات الله عليه أنه قال: يملك القائم (عليه السلام) تسع عشرة سنة وأشهراً. غيبة النعماني: ٣٥١ ب٢٦ ح١.
ولهذا فإن انتهاء عمر الإمام بأبي وأمي لا يعني انتهاء مسار الإمامة، كما لا يعني ان انتهاءه سيعني انتهاء العمر البشري وقيام القيامة كما قد يعتقد البعض، وانما لأن الله تعالى أبى أن تخلو الأرض من حجة، وأنها لو خلت ساخت كما هو مفاد الكثير من رواياتهم صلوات الله عليهم، فإن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي سيعقب في هذا الحكم الإمام المنتظر عليه السلام، ومن بعده سيتوالى رجوع الأئمة الباقين صلوات الله عليهم واحداً من بعد الآخر لأداء الدور المهدوي المعلّق بهم، وهذا هو الذي يشار اليه في الروايات عن تعاقب احد عشر مهدياً من بعد المنتظر روحي فداه، بعد أن ذكرت هذه الروايات اثنى عشر اماما عادت وتحدثت عن احد عشر مهديا يلون القائم، وذلك لانهم مع ممارستهم لدور الامامة الا ان ظروفهم التاريخية لم تسمح لهم بممارسة الدور المهدوي، وعليه سيعودون واحدا من بعد الآخر لإتمام هذا الدور، لا كما تخيّله بعض الدجالين وأصحاب الأهواء بأن ذلك يعني وجود اثنى عشر مهدياً اضافياً غير المعصومين الاثني عشر، وبالتالي ليروجوا لدجال البصرة مسخه الله بأنه هو الامام الثالث عشر.
هذا وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره تتمة لحديث الإمام الباقر عليه السلام المتقدم، وفيها بعد ان يذكر موت الامام بأبي وأمي قال: ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه السلام ودماء أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح. غيبة الشيخ الطوسي: ٤٩٩ ح٥٠٥.
وفي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد تتمة لذلك قال: وهل تدري من المنتصر ومن السفاح يا جابر؟ المنتصر الحسين بن علي، والسفاح علي بن أبي طالب عليهما السلام. الاختصاص: ٢٥٨.