الفهيد (بريد الموقع الخاص): هل في دولة الامام المهدي صلوات الله عليه يجبر الناس على فعل المستحبات وترك المكروهات من غير ارادة؟ ام المؤمن هو الذي يختار ان يفعل المستحبات وان يترك المكروهات؟ نريد توضيح.
الجواب: لا يوجد هناك جبر لا في دولة الامام روحي فداه ولا في غير دولته، لان الاجبار يتنافى مع طبيعة حرية الارادة والتي بموجبها ينتظم مبدأ الثواب والعقاب، هذا ان كان مرادكم يتعلق بطبيعة الارادة الانسانية، اما ان كان مرادكم يتعلق بطبيعة الجوانب التشريعية، بحيث يمكن بلورة مرادكم بشكل ادق من خلال القول: هل ان المستحبات والمكروهات التي نجدها في زمن الغيبة ستبقى على حالها في زمن الظهور او ان تغييرا سيطرأ من ناحية التشريع بحيث تكون بعض المستحبات في زمن الغيبة واجبة في زمن الظهور؟ ومع أن القاعدة العامة في هذا المجال هو تشابه التكليف في زمن الغيبة وفي زمن الظهور الشريف، اللهم الا في بعض الواجبات التي عدّها بعض العلماء مشروطة بوجود الامام عجل الله فرجه، كما هو الحال في صلاة الجمعة وعند بعضهم الخمس ايضا، فهي مع وجوبها في أصلها الا انهم رأوا ان هذا الوجوب مشروط بوجود الامام صلوات الله عليه، ولذلك فمن الطبيعي سيتغير الموقف من الاستحباب الذي يقولون به الى الوجوب بمجرد وجود الامام روحي فداه، وعلى اي حال هذه الامور مرتبطة اساسا بموقف المجتهد الذي تتبعه، فمن يقلد مجتهداً يرى ان الخمس واجب في زمن الغيبة وكذا صلاة الجمعة، فان الغيبة والظهور لن تؤثر على الحكم، فهو واجب على اي حال، ومن يرى انهما خلاف ذلك فعندئذ يكون التغير من الاستحباب الى الوجوب هو العودة اساسا لواجب كان وجرى تخفيفه بسبب انتفاء شرط الوجوب وهكذا، وبطبيعة الحال بعض احكام الحدود والتعزيرات التي تم ايقاف العمل بها بسبب انتفاء شروطها ستعود مع وجود الامام روحي فداه، وهكذا.