عمار الصغير: مجموعة منتظرون1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
ما هي معايير الصحبة مع الامام عج ؟ كيف يحقق الفرد منهجا ذاتيا حتى يكون من أصحاب القائم عج؟ وما حقيقة الاستعداد لتحمل منظومة الامام عج سيما وهي أمر صعب مستصعب؟
الجواب:
الصحبة في اللغة ليست كالنصرة اذ ان الانسان قد يصاحب مجبرا نتيجة الجيرة ونتيجة المشاركة في العمل دون ان تعني امرا معياريا معينا وقد رأينا في حياة رسول الله انماطا متعددة من الصحبة لا تحكي بالضرورة انسجاما فكريا او اخلاقيا بين المتصاحبين فمنافقو قريش كانوا اصحابا ومنافقو المدينة كانوا كذلك فيما كان مخلصو قريش والانصار اصحابا ايضا ولكن شتان بين هذا وذاك.
اما ان كان المراد بالصحبة هنا النصرة والانتماء فالمعايير متعددة تارة تتعلق بشخص المناصر وتارة تتعلق بطبيعة النصرة وثالثة تتعلق بطبيعة المنصور، وما من شك ان النصرة بالنسبة للعنصر الاول تتمحض بالولاء وحسن الطاعة ولذلك تم التركيز في القران الكريم اساسا على هذا المعيار قبل التحدث عن التفاصيل الاخرى فالحديث عن الصراط المستقيم حديث عن هذا الولاء وحسن الطاعة لان الصراط المستقيم انما يتجسد عبر منظومة قيمية وفكرية ووجدانية يتم الانتماء اليها وتعقبها من قبل السالك لهذا الطريق وهنا لدينا صورتان الاولى تتعلق بالواجبات العامة للسالك على هذا الطريق فكل من يسير هو سالك في اطار النصرة ولكن شتان بين المبادر التواق والمتلهف وبين المكتفي بالطاعة بعنوانها تكليفا لذلك لدينا هنا واجبات يمليها حق الصراط ولكن ثمة واجبات تمليها واجبات الولاء فزيارة الحسين ع واجب على سبيل المثال على محب المؤمن ولكن شتان بين من يجعل على نفسه واجبات اللياقة للتعامل مع الامام الحسين كان يذهب ماشيا وكان يمشي والمصيبة تملأ جوانحه ومشاعره وكانت تفيض هذه المشاعر فتعم سلوكه بأجمعه.
وهناك واجبات تفرضها طبيعة النصرة ومثاله لو ان انسانا رأيناه يغرق ونريد ان نناصره صحيح اننا قد نشترك بنداء التنبيه لإغاثته ولكن من لا يعرف السباحة لن يستطيع الاغاثة لان شرط النصرة هنا هو معرفة السباحة وهذا لم يوفر ذلك.
كما ان هناك نمط اخر يفرز من خلال نفس المنصور كما هو الحال بزهير بن القين رض حينما طلبه نفس الامام الحسين ع بالاسم وبالعنوان مع انه كان مفارقا لهوى الطالبيين وما كان ذلك الا بسبب ملكات خاصة توفرت بزهير رغم ان وعيه لم يك مدركا للموضع الذي يستثمر فيه هذه الملكات.
وهذه الانماط ليست مستقلة بالضرورة عن بعضها بل قد تجتمع سوية في كون المناصر ذو ملكات تحتاجها عملية النصرة وهذه الملكات هي مما يطلبها نفس الامام صلوات الله عليه.