السؤال: السيد العلوي (التلكرام): هل ان الامام الكاظم ع يتحدث في هذه الرواية عن معارك الانبار الحالية؟
قال عليه السلام ليحيى بن الفضل النوفلي : إذا رأيت العساكر بالانبار على شاطئ الفرات والضراة ، ودجلة وهدم قنطرة الكوفة ، وإحراق بعض بيوتات الكوفة فاذا رأيت ذلك فان الله يفعل ما يشاء لا غالب لامر الله ولا معقب لحكمه
المصدر: فلاح السائل: ١٩٩.
الجواب: لم اجد للرواية التي نقلتموها عن السيد ابن طاووس رضوان الله عليه في كتاب فلاح السائل أصلاً في المصادر الروائية الواصلة الينا، وهو رحمه الله لم يذكر من أين نقل هذه الرواية قبل كتاب محمد بن بشير الأزدي الذي روى عنه فلقد ساق اسنادا بعيدا عنه بلا وصل منه ولذلك طريق الرواية مجهول من حيث الاصل بالنسبة الينا، ولا شك ان السيد ابن طاووس رض كما يظهر من مؤلفاته كان عنده مصادر لم يصل بعضها الينا، او لم نعثر عليه بعد.
اما حديثه عن الفرات والصراة ودجلة لا بد وانه يشير الى معارك طويلة الذيل الجغرافي اي انها ليست من المعارك القديمة وانما هي من نمط المعارك المعاصرة لان المعارك القديمة تنحصر في بقعة جغرافية محددة وليست طويلة الامتداد بينما ذكر الانهار الثلاثة بمعية الانبار فانها مساحة جغرافية كبيرة لا تتوفر للعساكر الا في المعارك الحديثة، يبقى تحديد هذه المعركة ومكانها بشكل دقيق فاني لا اجد مجالا الا للتحديد العام ولكنها قطعا تمتد من شمال بغداد المعاصرة لان الصراة نهر قد اندثر حاليا وقد كان سابقا يمتد من نهر دجلة من جهة مقاربة للجعيفر الحالية وينتهي عند نهر عيسى وهو ايضا من الانهار المندثرة ومصب الصراة في نهر عيسى يكمن تقريبا في المنطقة المواجهة لامتداد حي الجوادين الحالي ومنطقة الاسكان، والفرات في مقابل هذه المناطق من جهة حي الفرات، وفي الاوصاف العسكرية يمكن القول بان الحديث عن هذه المعركة اقرب في الوصف الى الجمع ما بين مناطق التاجي والكرمة والفلوجة جنوبا وصولا الى الانبار شمالا.
يبقى ما دلالات ذلك على عصر الظهور فان الرواية المنقولة عن الامام عن الامام الكاظم ع لم تعط تحديدا دقيقا فيما اذا كانت احداث هذه المعارك متصلة مع العصر الشريف او انها مجرد دالة على القرب.
نعم هي ذكرت ان هذه الاحداث ستصاحبها احداث في الكوفة منها هدم احد جسورها، ومن غير الواضح طبيعة المراد بباب الكوفة هل هو المنطقة التي كانت في سور بغداد او ان المراد بها باب نفس المدينة، غير انها اذ ذكرت هذه الاحداث لم تذكر ان هذه الاحداث متسببة من معارك الانبار او انها مستقلة عنها.
خلاصة الامر ان الرواية تصف حدثا قريبا من العصر الشريف غير انها لم تحدد مدى قربه.