حيدر الشمري (الموقع الخاص): ذكرتم أن السفياني لعنة الله عليه يرسل جيشه الى الحجاز بطلب من حكومة الحجاز آنذاك بسبب حالة الضعف التي تمر بها تلك الحكومة في حين نجد أن السفياني يقوم بتحرك عسكري واسع ضد النواصب في الشام، وكذلك في المنطقه الغربية في العراق وصولا الى أطراف بغداد وهي مناطق معروفة بأنها حاضنة للنواصب، ومعادية لشيعة آل البيت سلام الله عليهم ، مع العلم أن حكومة الحجاز مساندة بشكل مباشر للنواصب في الشام والعراق وتدعمهم بكل قوة، فكيف تستنجد حكومة الحجاز بالسفياني الذي قضى على حواضنهم في الشام والعراق، أي أنهما في منهجين سياسيين مختلفين، أرجو توضيح هذه المفارقة.
الجواب: من المبكر أن نقيس أمور اليوم على ما ورد في الروايات، ولكن ثمة فارق بين أنظمة الحكم الطاعوتية وبين ما سواها، في ترتيب الأولويات، فالحكومات الطاغوتية قد تتبنى فكراً معيناً، وتتخذ منهجاً محدداً، ولكن لو كان هناك تزاحماً بين أن تحفظ نفسها وبين أن تتخلى عن ذلك الفكر والمنهج، فإنها لن تتردد في تغليب الأول على الثاني، ومثاله ما نراه اليوم، فمن الواضح أن القاعدة وأطرافها من تنظيمات النصرة وداعش وأمثالها من الإرهابيين إنما كانوا صناعة سعودية ليس إلا، ولكن حينما تزاحمت مصالح حكام الحجاز بين الذهاب إلى جنيف 2 وهم في حرب معلنة بينهم وبين هؤلاء، وبين الاحتفاظ بهم، آثروا ضربهم وتمسكوا ببديل جديد أمروه بأن يحارب هؤلاء، كذلك الأمر يومذاك.
أما فيما يتعلق بسؤالكم الكريم فإن السفياني إنما يفعل ذلك في الشام وفي العراق قبل أن تتعرض الحجاز إلى حراك النفس الزكية بل قبل الظهور الشريف الذي يسبق هذا الحراك، ولكن حينما يكون الظهور الشريف، وحينما يتحرك صاحب النفس الزكية، فإن الأوضاع بالنسبة لهم ستكون في أسوء الأمور وسيكونون في تزاحم بين حفظ شأنهم وبين ترك أصحابهم، وترك الأصحاب أولى بالنسبة لهم من حفظ الشأن، وعليه فلا تنافي بين المنهجين، فالأنظمة الطاغوتية تغير أصحابها دوماً، فلا تحتفظ بصديق دائم ولا بعدو دائم.