علي راهي الفتلاوي (الموقع الخاص): توجد روايه عن الامام الباقر عليه السلام تقول: "السفياني والقائم في سنه واحدة" وتوجد رواية تقول: "خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً" السؤال: هو كيف نقارب بين مدة خروج الامام القائم واليماني في نفس السنة؟ وكيف تجتمع الجماهير لليماني أم للإمام في نفس السنة؟
الجواب: بالفعل توجد الروايات التي ذكرتموها، ولا يوجد هناك خلل فيهما، ولكن حتى نفكك الأمر يجب ان نلتفت إلى المراد منهما، فالحديث عن أن السفياني والقائم عليه السلام في سنة واحدة، لا يقصد به أن خروجهما في سنة واحدة، كما وأنه لا يقصد به أول خروج السفياني وأول خروج الإمام روحي فداه، فهذا ما تردّه الروايات المتسالم على صحتها، والقدر المتيقن أن المدة بين أول خروج السفياني وأول ظهور الإمام صلوات الله عليه هي حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، لا تصلح للقول بأن المراد به أنه أول خروج السفياني وأول ظهور الإمام عليه السلام، بل لا بد من القول بأن أول ملك السفياني وهو إنما يتم من بعد استيلائه على الكور الخمسة أي بعد ستة أشهر من أول خروجه، سيتوافق مع السنة التي يظهر بها الإمام عجل الله فرجه الشريف، أي بعد تسعة أشهر من تملّك السفياني، وهو ما يعبّر عنه في الروايات بحمل امرأة، وفي الحساب العرفي للسنين لا يصلح للقول بأن أول تملّك السفياني وخروجه لمعركة قرقيسياء سيكون في نفس سنة خروج الإمام صلوات الله عليه، لأن الخروج الشريف إنما يتم في محرم، نعم يمكن القول أن الفاصلة بين الخروجين الموصوفين يمكن أن يحدثا خلال سنة، حتى لو كان أحدهما في الثلث الأول من السنة والثاني في أول السنة اللاحقة.
أما الحديث عن خروج اليماني والسفياني والخراساني في وقت واحد، فإن الروايات لم تشر إلى أي نمط من أنماط الخروج هذا، هل هو أول خروج السفياني من الوادي اليابس؟ هل هو أول خروج السفياني من دمشق باتجاه قرقيسياء؟ هل هو أول خروج السفياني باتجاه العراق؟ هل هو أول خروج السفياني باتجاه بغداد؟ هل هو أول خروج السفياني باتجاه الكوفة؟ من الواضح أن الروايات تحدثت عن الخروج ولكنها سكتت عن أي مرحلة فيه هي التي عناها الإمام صلوات الله عليه، وقد استظهرنا في جواب سابق أن حديث السباق بين أفراس الثلاثة لا يجري من نقطة واحدة للثلاثة، وإنما لكل فرسين نقطة انطلاق لا تتفق بالضرورة مع انطلاق الفرسين الآخرين، فحين تتحدث الروايات عن أن اليماني والسفياني كفرسي رهان، وكذا: الخراساني والسفياني كفرسي رهان، وكذا: اليماني والخراساني كفرسي رهان، لا تشير جميعها إلى نقطة انطلاق واحدة بين الجميع، وإنما لكل فرسين نقطة انطلاق تختلف عن الفرسين الآخرين، فتأمل!
أما اجتماع الجماهير على اليماني فهو سابق على ظهور الإمام روحي فداه، ولعل طرح اليماني في فترة مقاربة للظهور الشريف يكون من أجل الاستعداد العملي لجيش الإمام صلوات الله عليه، إذ أن ظهوره الشريف لا يعني خروجه بأبي وأمي، وخروجه المبارك في مكة المكرمة لا يعني أن مؤمني الدول الأخرى ممن لا يتمكن من الوصول إلى مكة، ولكن الاعلان عن هذا الظهور أو الخروج سيتزامن معه زخم معنوي عظيم في قواعد المنتظرين ولن يجد المؤمنون في قطاعهم الأعظم وهو العراق وإيران إلا رايتا النصرة التي أعلن عنها سابقاً وهي راية اليماني وراية الخراساني لتكون هي المستوعب العملي لأمواج ذلك الزخم.