Khalid AlMajidy(مجموعة حكيميون ـ الفيسبوك): ما المقصود بالفرقة البترية التي ستحارب الامام عجل الله فرجه؟ وهل فعلاً ستظهر في الكوفة؟
الجواب: من حيث المصطلح التاريخي، فإنها أطلقت في القرن الثاني الهجري، واختصت بمجموعة من الحركة الزيدية ممن كانوا يقولون بحق أمير المؤمنين عليه السلام ولكنهم لم ينتقصوا من غصب هذا الحق، وقد وردت بحقهم كلمات ذامة كثيرة من قبل الإمام الصادق عليه السلام، واصبحت الكلمة تطلق بعد ذلك على كل من ينتقص مقاماً من مقامات أهل البيت عليهم السلام التي أنزلهم الله سبحانه فيها، وإن قال بمقامات أخرى ولم ينكرها، وذلك لأنهم يبترون جانباً من هذه المقامات فيكون حق الإمامة مبتوراً لديهم، ومن هنا جاء اسم البترية، وفي الروايات المتعلقة بمرحلة ما بعد الظهور الشريف أطلقت الكلمة على مجموعة من الناس الذين يقولون بحق ويبترون الآخر، وهم يواجهون الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف نتيجة ضيقهم من رؤية عدله بأبي وأمي، فينتقضون عليه أعماله، بل ويخاطبونه بمنطق فيه الكثير من الوقاحة والقباحة: ارجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك، ويتجمعون بالكوفة فيستتيبهم الإمام صلوات الله عليه لمدة ثلاثة أيام ويلقي عليهم الحجج، ولكنهم يتجرؤون فيقتلون أحد المؤمنين في اليوم الثالث، فيعمد إلى قتالهم، فيقتلهم، والروايات تحدد عدد الذين سيقاتلون الإمام صلوات الله عليه من هؤلاء بستة عشر ألفاً، والمستخلص من مواقفهم أنهم ممن يحسب على التشيع، ولهم قيادة يتبعونها وهم ممن يتمسحون بالدين ويتكلمون بلسانه إلا انهم منحرفون عن الإمام صلوات الله عليهم، ويتعاملون معه بالشرط المسبق، ولذلك تضيق قلوبهم بما يرونه من عدل الإمام صلوات الله عليه والذي يبدو أنه يحاصر مظالمهم التي ينفذونها باسم الدين، فلا يرتضون أفعال الإمام روحي فداه، فينتهي بهم الأمر إلى مجادلة الإمام صلوات الله عليه ويتأولون عليه الدين!! حتى يقول قائلهم: ارجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك!.
وحينما يكون العدد المقاتل بهذا المقدار فإن من المنطقي أن نقول بأن عددهم كمنحرفين عقائدياً أكبر من هذا العدد، ولكن من ينزع منهم إلى قتال الإمام بأبي وأمي هو العدد الذي أشارت إليه الرواية، وما من شك أن هذه السعة في العدد لا تتحدث عن نشوء اعتباطي، وإنما هم متواجدون قبل الظهور الشريف إما على شكل وجود سياسي أو تشكّل اجتماعي أو تجمّع يتخذ من الدين غطاءً له، وبذا يكون لهم كيانهم وشخوصهم المعروفة.