سالم (الموقع الخاص): البعض يدعي أن الإمام سيخرج من العراق بين ركن الدين الإمام علي عليه السلام ومقام الإمام المهدي عجل الله فرجه في مقبرة وادي السلام، وأن الخسف يكون بين النجف وكربلاء! كيف يتم التعامل مع هكذا تأويلات؟ وهل تتسبب هذه الأحاديث القعود وعدم التحرك بالاتجاه الصحيح لنصرة الامام عجل الله فرجه؟
الجواب: لا شك أن الخلل في التحليل يؤدي إلى عدم التحرك بالطريقة الطبيعية والصحيحة لنصرة الإمام صلوات الله عليه، بل إن التحليل بهذه الطريقة يؤدي إلى تكذيب الإمام صلوات الله عليه حال ظهوره فضلاً عن وقت خروجه، لأن عدم معرفة العلامة سيؤدي إلى عدم معرفة المعلّم له أو من وضعت للتعريف به تلك العلامة، ومن الواضح أن التحليل الذي ذكرتموه هو من هذا الصنف، لأن الثابت روائياً أنه روحي فداه سيأتي إلى النجف الأشرف من بعد خروجه الشريف فينزل في سبعة قبب من نور لا يعلم في أيّها هو في ظهر النجف والظاهر أن ذلك كناية عن الطائرات التي سترافق الإمام صلوات الله عليه إلى مطار النجف الأشرف، ولا يمكن القول بأنه سيأتي إليها إن كان هو في الأصل فيها.
مما لا مرية فيه أن هذا التحليل لا قيمة له روائياً، وهو يخالف الثابت من أحاديث الظهور والخسف والسفياني والحسني والخروج، فالظهور الشريف يكون في المدينة المنورة، والخسف إنما يكون بعد قتل النفس الزكية في مكة المكرمة، ولهذا فإن الإقبال السفياني سيكون إلى الحجاز مروراً أولاً بالمدينة التي يتصوّر أن الإمام المهدي صلوات الله عليه فيها، وحينما يعلم بأن الإمام عليه السلام قد خرج منها إلى مكة المكرمة يتعقّبه فيخسف به من بعد تجاوزه لميقات مسجد الشجرة في المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة، ولهذا بنى الفقهاء موقفهم السلبي من الصلاة والمكوث في البيداء التي تلي مسجد الشجرة، فأين هذا من مقولة هؤلاء بأن الخسف يكون بين النجف وكربلاء؟!! كما أن جيش السفياني سيهرب من الكوفة قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه وتحديداً حينما يقترب منها جيش اليماني والخراساني، وسيباد هذا الجيش قبل وصوله إلى بغداد وهو منسحب من الكوفة على يد جيشي اليماني والخراساني.
كما أن ذلك يخالف الروايات المتعلقة حركة صاحب النفس الزكية والتي تؤكد أن محيط حركته المدينة المنورة ثم مكة المكرمة التي سيقتل فيها بين الركن اليماني ومقام إبراهيم عليه السلام، ومن يقتله هم نواصب مكة.
على أن كل روايات الخروج الشريف للإمام روحي فداه وحيثياته متعلقة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، مما يجعل مثل هذه التحاليل إما أنها تخرج من جهات جاهلة بألف باء الروايات، أو من جهات قاصدة للتضليل بهدف خدمة أجندة خاصة بها، سواء تصوير أحد الشخصيات في زمنها بأنه هو المهدي وأنه سيخرج في النجف الأشرف، أو أنها تمارس التضليل ضمن المسعى الكبير الذي نشهده هذه الفترة في حركة الأدعياء والمنحرفين بمجموعهم وبرغم اختلافاتهم الشديدة فيما بينهم إلا أنهم يقدّمون صورة فيها الكثير من التضليل على نفس حركة الإمام صلوات الله عليه، ومما لا شك لدى المتابع الدقيق أن حركة هؤلاء بمجموعها موجّهة من قبل أجندات عالمية لها حرصها التام على ايقاع الشيعة والتشيع في هذه المطبات، إما لأن ذلك سيسهم باضعاف الشيعة في وقت يكون مسار تقدمهم الاستراتيجي في غاية الوضوح، أو لأن هؤلاء يرون أن هذا العصر هو عصر المنتظر عجل الله فرجه، فهم يراقبون كما نحن نراقب، ويرتقبون ما نحن مرتقبون، ولا أشك أن اليهود وأصوليي النصارى يقفون على رأس الهرم في قيادة مثل هذه الأجندات، ومن يرقب الحراك الفكري والعقدي في الحركات اليمينية التي تخرج في عوالم هؤلاء يدرك ذلك جيداً.