عماد الدين الحسناوي (بريد الموقع الخاص): اذا كان الناس ستتيقن أن الذي احتل العراق هو السفياني، وأن الذي يحررهم هو اليماني، كيف لا يصل الناس الى معرفة إمام زمانهم؟ ويحتاجون الى فتوى من آخر مراجع العراق في ذلك الزمان (الحسني) مع وجود رايات الهدى؟ ولماذا ينكر البترية إمامة المهدي عليه السلام؟
الجواب: الحديث عن اليقين الذي تشيرون إليه غير ثابت، بل إن المعتاد أن الناس لن تكترث غالباً للكثير من مجريات الأحداث الأمنية والسياسية طالما هي بعيدة عنها، خاصة وأن الثقافة الدينية العامة هي ضعيفة، فما بالك بالثقافة الدينية الخاصة بعلامات الظهور؟ وحتى لو اكترثت فإن مبادراتها العملية في الأعم الأغلب تكون دون مستوى الحدث وبعيدة عن استحقاقاته، أما في شأن معرفة الإمام صلوات الله عليه فإن الناس لاشك ستكوون في مستويات عالية من الإيمان به ولكن لكثرة الأدعياء، ولكثرة الدجل، ولكثرة الإحباط وعدم الثقة بما يجري، ونتيجة لعدم سهولة الانتقال بوعي الناس من إطار الغيبة إلى الظهور، يستدعي من المسؤولين عن دين الناس أن يبرزوا علمهم الخاص بذلك، إما لأن الدليل لم يقم لديهم بأن ما يسمعونه ويرونه من أحداث كاف للتسليم بأن الشخص الذي يتم التحدّث عنه هو نفس الإمام روحي فداه، وإما لأن الدليل قد قام لدى هؤلاء العلماء ولكن الناس تبقى بحاجة إلى إبراز ذلك، ولذلك يعمد العلماء إلى تبيان هذا الدليل ودفع الأوهام التي يمكن أن تعلق بموضوع من هذا القبيل.
أما لماذا ينكر البترية إمامة الإمام صلوات الله عليه، فالمعتاد أن نرى ذلك منحصراً بين حدود الانحراف الفكري والعقائدي، وبين حب الدنيا بأشكالها المتعددة، وسوء التوفيق والعاقبة وما يترتب على كل ذلك من فقدان البصيرة والوعي، علماً إن بعضاً من هذه العوامل لا ترتبط بالضرورة بإنكار الإمام صلوات الله عليه، وإنما للرغبة في الدنيا وأحوالها والدليل على ذلك إنهم يقولون للإمام بأبي وأمي: ارجع يا بن فاطمة فإن دين جدك بخير، مما يدل على معرفتهم به، ولكن شانهم شان الواقفة الذين وقفوا على الإمام الرضا عليه السلام مع إيمانهم بالإمام الكاظم عليه السلام لأن غالبية قياداتهم كانوا إما من الوكلاء الخاصين بالإمام صلوات الله عليه، وإما من الأعيان والوجهاء في زمانه لديه. وقانا الله وإياكم من شر ذلكم.