مسلم المحمداوي ـ النجف (الموقع الخاص): إذا قلتم أن هذا الزمن هو زمن الظهور وبعد الضربة النووية فإن السفياني واليماني والخراساني سيكون ظهورهم قريب فإن السوال هل سيخرج اليماني والخراساني من الارض؟ أم أنه سيكون شخصية معروفة ولها تأثير أي أنه موجود الآن، فلو حلّلنا موازين القوى خاصة في أحداث الشام لوجدنا أنه هناك جهتين من الشيعة هما حزب الله وايران فهل من الممكن التوقع بالاسماء؟.
الجواب: نحن نتبنى القول بأن هؤلاء القادة لا يبرزون اعتباطاً، وإنما لا بد من طيّهم لمسار بروز القيادات الموضوعي من حيث الزمن والمقبولية الاجتماعية والأداء بشكله الطبيعي كأي نمط قيادي آخر، غاية ما هنالك إنهما لما كانا من القيادات الإسلامية فإن الضوابط الموضوعية المترتبة عليهما أكثر من غيرهم، ولهذا لا بد من وجود مؤسسة ما أو إرهاصاتها هي التي تنبئ عن هذا الوجود القيادي، ولكن لا نتفق معكم بأن الجهتين الشيعيتين الوحيدتين هما إيران ولبنان، بل الحراك الشيعي في العراق أعظم بكثير من الحراك اللبناني على الأقل ولا أقصد هنا الحراك الناجم من العملية السياسية، فالتشيع في العراق أعظم بكثير من ذلك، ولا نعتقد أن مؤسسته ترى من خلال هذه العملية، بل هي من هذا الأداء العظيم لشيعة أهل البيت عليهم السلام في مسائل المرجعية ومواجهة الارهاب وتحديه وأداءات الولاء لأهل البيت عليهم السلام وما إلى ذلك، لأن المؤسسة الشيعية ليست هي الأحزاب والتجمعات السياسية، وإنما هذا الوجود العظيم الذي يمتد من المرجعية ومؤسساتها إلى مؤسسات الشعائر الحسينية وما ينشئ فيها وفي ظلها إلى المتدين العراقي بعنوانه التديني لا بعنوانه الشكلي، ولذلك لا يجوز لنا الإستهانة بهذه القدرات العظمى التي لو حسبت إستراتيجياً لبزّت أي وجود آخر أو لضارعته.
ولكن مشكلة العراق أن قياداته الميدانية المرتبطة بهذه المؤسسة غير متبلورة المعالم بعد لعدم وجود الفرصة التاريخية، ولكن في اعتقادي أن رحمها يحبل بالكثير من هذه الشخصيات التي ستساهم في أوضاع النصرة الجاد بل وفي أصحاب الإمام صلوات الله عليه الثلاثمائة والثلاثة عشر والتي ستقول كلمتها الفصل في الوقت المناسب.
وبات من الواضح أننا نعتقد أن الخراساني وجيشه وقائده سيأتي كله من إيران، ولكن لا نجد فرصة للبنان في أن تكون مساهمة في جيش اليماني، لإنشغال القيادات اللبنانية في موضوعهم الخاص خاصة وأنهم سيكتب عليهم التعامل مع وجود السفياني وحماية التشيع في لبنان منه، على أن أعداد جيش اليماني لا يمكن أن يرقى لها الوضع اللبناني، ومن الواضح أيضاً أننا نعتقد أن اليماني سيكون خروجه وساحته وحراكه في العراق.
ولهذا كله نعتقد أن لا جدوى كبيرة اليوم للبحث عن الأسماء، فنحن مكلفون بالإمام روحي فداه قبل تكليفنا بأي شخص آخر، والخراساني واليماني هم دلالات أساسية على الإمام صلوات الله عليه، فلو عملنا بمقتضيات الاستعداد والنصرة فإن اليماني قادم لا محالة لأنه محتوم، فلم نستعجل اليوم لنشخّص ضمن دواعي الظن وعدم اليقين، ولعلنا نصيب فماذا سنستفيد؟ ولكنننا لو أخطأنا فإن خسارتنا المعنوية والموضوعية ستكون كبيرة ولا شك.