بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

226: ما المراد من كون أم الإمام عليها السلام أمة سوداء؟ وهل يصلح ذلك كحجة لجماعة الدجال احمد كاطع


226: ما المراد من كون أم الإمام عليها السلام أمة سوداء؟ وهل يصلح ذلك كحجة لجماعة الدجال احمد كاطع

ثائر الكناني (جامع براثا): يستدل جماعة أحمد كاطع على وجود قائم آخر غير الإمام المنتظر عليه السلام، بحجة أن القائم أمه سوداء كما هو حال ما في روايات النعماني في غيبته وعشرات المصادر التي يذكرونها، بينما أم الإمام المهدي عليه السلام رومية، ومعه يستدلون على أن المشار له بالأمة السوداء هي أم أحمد كاطع وبالتالي فإنه هو القائم! فماذا تجيبون؟

الجواب: وردت رواية الأمة السوداء في كتاب غيبة النعماني في رواية واحدة فقط عن الإمام الباقر عليه السلام، وفيها يقول يزيد الكناسي قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف، ابن أمة سوداء، يصلح الله أمره في ليلة.[1]

وقد كررها الشيخ النعماني في موضعين من كتابه، وأيضا ذكر ذلك ضمن تعليق له على رواية أخرى،[2] والحديث عن عشرات المصادر لا صحة له، لأن كل الكتب التي نقلت عن النعماني روايته هذه لا تعدّ مصادراً، وإنما هي مجرد ناقلة لهذه الرواية من المصدر الذي نقلها لنا عن كتاب ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد، وهو كتاب لم يصلنا.

ومن المقطوع به أن المراد بالرواية هو صاحب الزمان الإمام محمد المهدي المنتظر روحي فداه، لدلالة الرواية على ذلك، ولا صحة لما ذهب إليه هؤلاء المنحرفون من أن الإشارة إنما هي لإمام آخر يلي الأمر من بعد الإمام عليه السلام وهو صاحب الأمر، بدلالة كون أمه سوداء وليست رومية كما تصف ذلك روايات كثيرة، ومع تأكيدنا على أن أئمتنا عليهم السلام هم الأئمة الإثنى عشر فقط، وهم كلهم هداة مهديون، وأن من لم يقم منهم بالدور المهدوي في حياته، سيرجع من بعد الإمام المهدي روحي فداه ليقوم بهذا الدور كما تتظافر على ذلك روايات كثيرة، وأن من يقول خلاف ذلك إنما يجترّ شبهات سلفت من قبل بعض المنحرفين الذين لفظهم الزمان، وعافتهم الأمة في مزابل العصور والأيام، ويقتات على قشة أو قشش يريد أن يطفأ بها نور الله، ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره.

أما مسألة السواد المشار إليه في الرواية، فما من دليل على أن المراد به هنا هو اللون، بل إن العرب تستخدم كلمة السواد كثيراً ولا تريد منها اللون، فحينما يطلقون وصف أرض السواد على العراق إنما يريدون كثرة التمر فيه لأن التمر يسمى أسوداً عند العرب، وبعضهم يضيف إلى ذلك كثرة الماء، لأن الماء هو احد الأسودين، وحينما يقول الرجل رأيت سواد القوم أي معظمهم والسواد الأعظم هم غالبية القوم، ويقال إن لفلاناً سواد كثير أي مال كثير، ويطلق السواد على السيادة والزعامة، فتقول العرب أن فلاناً أسود من فلان إذا ساده أو كبرت زعامته عليه أو فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع، ومنه السيادة، وتسمي العرب بناتها بسودة كما هو زوج النبي صلوات الله عليه وآله: سدة بنت زمعة، وهم يريدون البهية من البنات ويطلق أيضا على ذات البهاء، وغير ذلك كثير، ولذلك مع كل هذه المعاني لا يمكن حمل الرواية على ما نريده ممن معنى من دون قرينة تؤدي بنا إلى معرفة المراد بشكل دقيق.

وبناء عليه فإن مجموعة القرائن لا يفضي إلّا إلى معنى سيادية أم الإمام صلوات الله عليه وعليها، فمن الواضح أنها تنتسب إلى سلالة أحد الحواريين، وفي بعض المرويات يشار إلى أنها سليلة أحد ملوك الروم، كما أننا لا نستطيع أن نتغاضى عن حقيقة أن أم الإمام صلوات الله عليه وعليها أحيطت بسرية بالغة وتم التمويه عليها بكثرة في المرويات الحديثية من أجل التعمية على بني العباس كي لا يصلوا إليها لكثرة طلبهم إياها، ولذلك التعمية عليها بهذا المصطلح فيه تورية أمنية مطلوبة لأن العبارة توهم بأن المرادة هي سوداء اللون ولهذا توهم بنو العباس ومن تابعهم بما في ذلك حمقى المنحرفين بأن المراد منها أنها سوداء اللون، والحال ما رأيت.

 

[1] غيبة النعماني: 166 ب10 الحديث الثالث من بعد الفصل الذي يلي الحديث الثامن، و233 ب13 ح8.

[2] غيبة النعماني: 169 ب10 في ذيل الحديث الخامس من بعد الفصل الذي يلي الحديث الثامن.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
منذركاظم
بابل
2015-3-22

السلام عليكم ولادليل على كون ام يوسف سوداء اللون حتى يتحقق الشبه بحسب النص

من الموقع

السلام عليكم ورحمة الله

كما ترون في الجواب فإن سماحة الشيخ لا يرى أن السواد مختص باللون وأن مراد التشبيه بأم يوسف معنى آخر لا علاقة له باللون

مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
36 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :6522
عدد زوار الموقع الكلي: 27303833
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عليه السلام: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. والمقصود: كل راية تدعي المهدوية